الأهرام
سامح عبد اللة
على الطريق ..عفاريت الولايات المتحدة
الولايات المتحدة تسعى للسيطرة على العالم.
هذا ليس كلامى ولكن كلام كبار الخبراء الاستراتيجيين هناك وعلى رأسهم مستشار الأمن القومى الأسبق زبجنيو بريجينيسكى فى كتاب شهير له صدر منذ أكثر من عقدين من الزمان.

وهذا السلوك الأمريكى ليس غريبا لأن كل القوى الكبرى على مدى التاريخ كانت تسعى لبناء إمبراطوريات تستمر لحين ثم تتفتت لتظهر مكانها إمبراطوريات أخرى.

ولكن الجديد فى الإمبراطورية الأمريكية أنها لا تلتزم بنطاق جغرافى محدود، كما كان الأمر فى الإمبراطوريات السابقة، ولكنها تشمل العالم كله دون استثناء.

ولتحقيق هذا الهدف تلجأ الولايات المتحدة لأساليب جديدة من بينها خلق (عفاريت) لإثارة الرعب فى مناطق جغرافية بعينها لضمان سيطرتها على تلك المناطق دون معارضة من شعوب المنطقة.

فى منطقتنا العفريت هو إيران وبرنامجها النووى ولكن موضوعنا اليوم عن عفريت جنوب شرق آسيا وهو كوريا الشمالية.

فى عهد الرئيس كلينتون تم التوصل لاتفاق بين واشنطن وبيونج يانج يقضى بتنازل كوريا الشمالية عن برنامجها النووى مقابل مساعدات اقتصادية تتضمن كميات كبيرة من البترول سنويا، ثم تراجعت الولايات المتحدة فاستأنفت كوريا الشمالية برنامجها وصولا لتصنيع القنابل الهيدروجينية.

لماذا تراجعت الولايات المتحدة؟ لأن امتلاك كوريا الشمالية سلاحا نوويا هو السبيل الوحيد لضمان بقاء القوات الأمريكية فى كوريا الجنوبية واليابان بدعوى حماية المنطقة من السلاح الكورى الشمالي.

إذن فكل ما يحدث الآن من مناوشات بين واشنطن وكوريا الشمالية هو من قبيل (عفرتة) المنطقة لتحقيق مصالح الولايات المتحدة والدليل صفقة السلاح الأمريكية الجديدة لكوريا الجنوبية بمليارات الدولارات.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف