المصرى اليوم
سليمان جودة
ممثل درجة ثالثة!
لا تصدقوا الداعية إياه، صاحب الابتسامة الصفراء، وهو يقول إنه مظلوم، وإن الحملة عليه تستهدف شخصه الضعيف، وإنه غلبان، وإنه مسكين.. لا تصدقوه أبداً لأن الذى ينوى الحج إلى بيت الله، لوجه الله حقاً، لا يفعل ما فعله فى الأراضى المقدسة، بعد أن غذى أجيالاً بالإفك والضلال!

لا تصدقوه لأن الذى يحج بيت الله لا يذهب متسلحاً بالكاميرات تصور منظره وهو يبكى، وينتحب، ويمثل التضرع إلى الله، ثم ينشر هذا كله على الناس!

لا تصدقوه لأن الذى يحج بيت الله لا يملأ المواقع بمناظر له، وهو يدعو تارة، ثم وهو يرفع يديه إلى السماء فى خشوع كاذب تارة أخرى!

لا تصدقوه لأن الدين عنده ليس عبادة خالصة لوجه الرحمن، كما يعرفها الذين يمارسون الإخلاص مع الخالق سبحانه وتعالى.. لا.. الدين عنده ليس شيئاً من هذا كله، ولكنه مجرد وسيلة للوصول إلى أهداف دنيوية خالصة.. الدين عنده أداة.. لا أكثر!

لا تصدقوه لأنه مُخادع كبير، ولأنه يمثل على الناس فى كل مرة يكلمهم فى الدين، أو عن الدين، وفى كل مرة يطل عليهم من فوق أى شاشة!

لا تصدقوه لأنه أدمن الخداع، ولأنه لم يعد يستطيع البعد عن خداعه، لأيام يؤدى فيها الركن الخامس من أركان الإسلام، وراح يمارس حول الكعبة نفسها ما لم يعد يقدر على العيش بدونه، وما لم يعد يقدر على أن يبقى حياً إلا إذا تنفسه كالهواء!

لا تصدقوه لأنه أول الذين حولوا هذا الدين العظيم من رسالة سامية إلى تجارة رائجة، ولأنه أول الذين ابتذلوا المعانى الكبيرة فى الإسلام، ولأنه أول الذين حولوا ديننا من دين فطرة يخاطب الوجدان فى كل إنسان، ويعظم من قيمة العقل فى كل رأس، إلى دين شكل، ومظهر، ومنظر!

لا تصدقوه لأنه أول الذين رسخوا فى أذهان العامة من الناس صورة الدين المتزمت، الذى يضيق صدره بغير المنتمين إليه، ولا يقبل الذين لا يؤمنون به، مع أن الله تعالى هو الذى قال: «ولو شاء ربك لآمن مَنْ فى الأرض كلهم جميعاً أفأنت تُكره الناس حتى يكونوا مؤمنين».

لا تصدقوه، ولا تأخذوا دينكم عنه، لأن أى متأمل لمنظره، وهو يعظ المشاهدين على الشاشة، أو وهو يعتصر دموعه حول الكعبة، يكتشف بسهولة أن أداءه فى الحالتين تمثيل فى تمثيل، وأنه أداء منزوع الصدق مع النفس، ومع الآخرين تماماً!

لا تصدقوه لأنه ممثل من ممثلى الترسو!.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف