المصرى اليوم
محمد أمين
خدامين مصر!
.. ومن صناع البهجة والإبداع والصنايعية إلى صناع الأمل، مع واحد من خدامين مصر.. عندما قمنا بثورة 25 يناير، ولنا الفخر، طرحتُ مبادرة «خدامين مصر».. وفكرنا فى البناء، لا التناحر على المناصب.. وقلنا خلونا إحنا نعمل حاجة لمصر.. وانضم لها خلق كثير، كانت الثورة «لم تلوّث» بعد.. وعقدنا أول اجتماع فى نقابة الصحفيين وكانت الأعداد بالمئات.. وكان من هؤلاء وزراء وعلماء وقضاة وأطباء!.

وقد فكرنى مرة أخرى بهذه المبادرة، واحد من خدامين مصر ونبلائها، الدكتور شريف حسنى، استشارى طب وجراحة عيون الأطفال بمستشفى أبوالريش.. وعندما قدمتُ المبادرة، أرسل لى رسالة تقول: تسمح لى أكون واحداً من خدامين مصر؟!.. فقلت: طبعاً على عينى ورأسى، وعرفتُ فيما بعد أنه خدم مصر بلا ضجيج.. وراح يعمل لخدمة أبناء وطنه.. وأطلق مبادرة «عيون ولادنا» لعلاج الأطفال!.

وصانعُ الأمل، وبطلُ هذه المساحة، كان قد حصل على ماجستير إدارة، وشهادة مدرب معتمد من جامعة القاهرة، وشهادة مدرب فى مجال الإدارة، من هيئة المعونة اليابانية (جايكا).. وقام بتأسيس مبادرة «عيون ولادنا» وتقدم بها فى مبادرة «صناع الأمل» تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد، ضمن 65 ألف مشترك من 22 دولة، على مستوى الوطن العربى، حيث تم اختيارها ضمن أحسن 30 مبادرة عربية!.

ومبادرة «عيون ولادنا» كانت فكرة فى عام 2005 وبدأ التنفيذ الفعلى عام 2007.. وتقوم على فكرة التوعية بأهمية الكشف المبكر والعلاج المبكر لأمراض عيون الأطفال، للوقاية من ضعف الإبصار والعمى.. ويقول صاحبها: «سبب الفكرة أننا وجدنا الأطفال ممن هم فى نهاية المرحلة الابتدائية والمرحلة الإعدادية، يعانون من ضعف الإبصار دون علم الأهالى، وتحسّن نظرهم جداً عند ارتدائهم للنظارة»!.

ويضيف الدكتور شريف صاحب المبادرة: «ومن هنا اكتشفت أن دور الطبيب لا يقتصر على استقبال المرضى فقط، بل لابد أن يصل إليهم فى أماكنهم، فجاءت فكرة عمل برنامج توعية وتدريب للمدرسين على كيفية قياس النظر لعيون الأطفال، وتم عمل قوافل فى 10 محافظات، وتم الكشف الطبى على 200000 طفل، وعمل 500 جراحة مجانية بنسبة نجاح تتراوح بين 90% و95%، وكانت فرحة كبيرة للأطفال!.

ونجحت القوافل الطبية فى عمل جراحات مياه زرقاء للعديد من الأطفال، مما جنبهم العمى واستطاعوا دخول مدارس عادية، وليس مدارس ذوى الاحتياجات الخاصة.. ويتكون فريق «عيون ولادنا» من مجموعة من شباب الأطباء، أعضاء هيئة التدريس بالجامعة، وذلك لضمان تقديم خدمة حقيقية ومميزة.. ولم يقف بنا الأمر عند هذا الحد، وإنما قدمنا مبادرة بعنوان «هيلثى مايندز»، لا يتسع المقام لذكرها الآن!.

وأخيراً، نحن أحوج ما نكون إلى تقديم نماذج من صناع البهجة، وصناع الأمل.. أحوج ما نكون إلى تقديم المبدعين والصنايعية والأسطوات، فى كل صنعة وكل مهنة.. نريد أن نفتح باب الأمل.. مصر تستطيع بهؤلاء المبدعين والصنايعية.. وشريف حسنى واحد من هؤلاء.. اختار أن يكون من «خدامين مصر»!.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف