الأخبار
جلال دويدار
تحول مليارديرات الاستيراد للإنتاج.. تعظيم لوطنيتهم
لا يخفي علي أحد المليارات التي حققها أشخاص بعينهم من عمليات استيراد الاحتياجات الاستهلاكية الضرورية التي يفتقدها السوق لقلة الانتاج المحلي منها.. هذا الخلل يتيح الفرصة لممارسة الاستغلال والاحتكار سواء من المستوردين لهذه السلع أو التجار وهو ما ينعكس علي الأسعار التي تشهد تجاوزا وانفلاتاً. ليس من سبيل لسد هذه الفجوة وتوفير هذه الاحتياجات سوي بالتوسع في إقامة المشروعات المحلية لانتاجها.
تحقيق هذا الهدف الي جانب انعكاساته الايجابية علي الاقتصاد القومي والحد من انفلات الأسعار يتطلب العمل علي توجيه اهتمامات هؤلاء المستوردين الذين حققوا عشرات المليارات من الجنيهات أرباحا من تصاعد عمليات استيراد هذه السلع لسد احتياجات الاستهلاك. مطلوب أن يتحولوا الي منتجين محليين لها من خلال إقامة مشروعات عملاقة لانتاجها. هذه الخطوة اذا تحققت سوف تعبر عن الايمان بالمصلحة الوطنية. انها في نفس الوقت تعد وسيلة مهمة للغاية لتوفير فرص عمل يستفيد حاليا منها المصدرون لهذه السلعة في الدول الأجنبية.
بالطبع فإنه شيء صعب إقناع هذه الفئة التي تعاني من تخمة الأرباح الهائلة التي حقتتها من وراء صفقات استيراد الاحتياجات إيمانا بمبدأ »اخطف واجري»‬.. بالتحول ولو حتي جزئيا إلي الإنتاج. هذا الأمر يحتاج إلي اجراءات وجلسات توعية وإحياء للحس الوطني تتولاها القيادة السياسية لهذا الوطن. هذا التحول يأتي في إطار المشاركة والتجاوب مع متطلبات النهوض والتقدم التي يجب أن تقوم علي توافر الانتاج المحلي والحد من الاستيراد. لا يمكن أن يخفي علي أحد أن الدولة تملك من الامكانات ما يكفي لاستخدامها في تحقيق هذا الهدف.
الشيء المعلوم للكافة.. أن معظم هؤلاء المستوردين لا يقتصر نشاطهم علي استيراد هذه السلع الاستهلاكية التي يأتي ضمنها وبشكل أساسي الدجاج المجمد واللحوم وزيوت الطعام.. وإنما تشمل القائمة عمليات تصدير لمنتجات مصرية ـ خاصة الزراعيةـ إنهم يحققون من وراء هذا التصدير الذي تعاظم بفضل السياسات التي تتبناها الدولة مليارات أخري من الجنيهات. هذه الفئة تملك القدرة المادية وكل ما يمكنها من المساهمة في نهضة هذا الوطن بإقامة المشروعات الانتاجية. لا جدال ان تحولها الجزئي نحو الانتاج الصناعي يعد مساهمة ايجابية تحسب لهم لصالح هذا الوطن ويعظم التكافل الاجتماعي.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف