المصرى اليوم
طارق الشناوى
فاروق حسنى يرمي (بياضه)!
عندما أيقن محمد رمضان أنه قد أخطأ اعتذر للناس، صحيح أنه لم يعترف بذنبه مباشرة، وحاول توريط (المصرى اليوم) فى العنوان الذى لم يسئ لإسماعيل ياسين بقدر ما أساء لرمضان، رغم أن الجريدة التزمت بما قاله تماما، بل إن المحرر الشاب الذى أجرى معه الحوار الزميل علوى أبوالعلا راجعه عندما هاجم أفلام إسماعيل يسن باعتبارها مسيئة للجيش، إلا أنه فى الحد الأدنى شعر بالخطأ، الذى يصل لتخوم الخطيئة واعتذر، كان الدافع المباشر هو الدفاع عن القوات المسلحة، ولم يدر رمضان أن هذه الأفلام قدمت أكبر تحية للجيش، وأنها صُنعت تحديدا لتحقق واحدا من مبادئ الثورة الستة وهو بناء جيش قوى، أول أفلام تلك السلسلة، التى بدأت عام 1955 بـ(إسماعيل يس فى الجيش) لمؤلفه عبدالمنعم السباعى ومخرجه فطين عبدالوهاب، كان أساسا من رجال الجيش، وسلاح التوجيه المعنوى التابع للقوات المسلحة أشرف على كل التفاصيل.

الوزير الأسبق فاروق حسنى ارتكب خطأ أكبر من رمضان، لكنه لم يأخذ الحكمة من (عبده موتة) ويبادر بالاعتذار، لم يطلب أحد من فاروق حسنى أن يدافع عن اتهام موجه لوزارة الثقافة بسبب سرقة القلادة، فهى مسؤولية رئاسة الجمهورية والتزوير حدث عام 1988، فما الذى دفع بفاروق لكى يقول بكل بساطة إن القلادة لم تزور وإن من يحصل عليها من المصريين تصرف لهم مجرد ذهب قشرة، فضة مطلية بالذهب على عكس الأجانب، ذهب خالص عيار 18؟، وهو ما كذبته بعد بث تصريحه مع جابر القرموطى مباشرة، وزارة المالية. خطأ استراتيجى وقع فيه وزير مفروض أنه محنك، وكأنه يرمى بياضه للدولة مؤكدا لها أنه قادر على إخراجها من الورطة فوجدت نفسها تضرب رأسها فى الحائط، ما قاله فاروق يؤكد أن التزوير مستمر حتى الآن، لم يكتف فاروق كعادته بهذا القدر، ولكنه أضاف بكل عنترية: لقد منحناه- يقصد طبعا نجيب محفوظ- جائزة (النيل) والتى تصل قيمتها إلى 400 ألف جنيه، ولم يدر أنه وقع فى خطأين، الأول أنه كان اسمها جائزة (مبارك)، بعد ثورة 25 يناير تم تغييرها إلى (النيل)، وكان المقصود بها طبعا تلميع مبارك، ارتباط مبارك باسم حامل نوبل شرف لمبارك، الثانى أن تلك الجائزة لا تمنحها الدولة بقرار، ولكن المجلس الأعلى للثقافة هو الذى قرر بإجماع الآراء بناء على ترشيحات العديد من الجامعات وأكاديمية الفنون لكاتب بقامة وقيمة نجيب، فلو لم يحصل عليها أديبنا الكبير فمن هو الذى يستحقها إذن.

هناك اختراق قد تم لرئاسة الجمهورية عام 88، وعلى الرئيس السيسى أن يفتح الملف لنعرف من الذى زور، حوار منى الشاذلى مع أم كلثوم، ابنة نجيب محفوظ، لم ينشر غسيلنا القذر، كما قال أحد الأدباء، الذى يرى أن الجريمة ليست فى التزوير ولكن فى فضحه، وكأننا نطلب من الضحية ألا تصرخ حتى لا نكتشف أسماء مغتصبيها.

فاروق حسنى بدلا من أن يُمسك بمصيدة للعثور على الفأر الذى تسلل إلى قصر الرئاس،ة قرر أن يضرم النيران فى القصر كله، ولا أظنه قد حرق الفأر بقدر ما ورط الدولة وحرق أيضا نفسه أمامها، أراد أن يكحلها فعماها!!.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف