المساء
السيد العزاوى
الكلم الطيب .. فضائل يوم عرفة وصلة الأرحام في عيد الأضحي
مواسم الخيرات فرصة عباد الله الصالحين.. يكثرون من جلائل الأعمال ويحرصون علي صلة الارحام ومودة الأهل والأقارب خاصة في يوم عيد الأضحي لادخال البهجة والسرور عليهم بالإضافة إلي انهاء الخصام بين الجيران وعقد المصالحات التي تعيد الاتصالات إلي المتخاصمين.. ولا ينسي الصالحون فضائل يوم عرفة حيث يحرصون علي صيامه ويكثرون من ذكر الله في هذه الأوقات المباركة. تلك مواسم الخير التي يفيض الله بها علي عباده في تلك الأيام المباركة.
منذ أن أشرقت أيام شهر ذي الحجة والأنوار والرحمات تتجلي علي العباد. فقد أقسم الله بها في آيات القرآن الكريم بسورة الفجر فقال سبحانه وتعالي : "والفجر وليال عشر والشفع والوتر والليل إذا يسر إن في ذلك لقسم لذي حجر" وقد نبه الرسول الكريم سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم إلي فضائل هذه الأيام ومدي الفضل الذي أفاه الله به علي عباده ولا نمل من تكرار مرات ومرات كي يتنبه إليه الصالحون ويقبلوا علي الاكثار من صالح الأعمال تقربا إلي الحق تبارك وتعالي لا يريدون غير وجهه سبحانه وتعالي فقد ثبت في صحيح البخاري أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : "ما من أيام العمل الصالح أحب إلي الله فيهن من هذه الأيام. يعني أيام عشر ذي الحجة. قالوا : ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال : ولا الجهاد في سبيل الله. إلا رجلا خرج بنفسه وماله. ثم لم يرجع من ذلك بشيء" وذلك في توضيح بالغ الأهمية لكي يتيقن ذو العقل الي هذه الحقائق ولتلك الفضائل لكي يقدم علي أعمال البر بيقين لا يتزعزع بأن الحق تبارك وتعالي لا يضيع أجر من أحسن عملا خاصة في هذه الأيام حيث النفحات من رب العباد.. والأعمال المتاحة في هذه الأيام كثيرة.. في مقدمتها السعي بكل جهد للتواصل مع الأهل والأقارب وصلة الأرحام الذين يتطلعون إلي مودة الصالحين في هذه الأوقات فالصالحون يضعون نصب أعينهم قول الله تعالي : "واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام" فمن وصل هذه الأرحام فقد أتقي الله. وهي من أهم جلائل الأعمال فهي تدخل السرور علي أولئك الأرحام التي اوضح الله في حديثه القدسي : إن من وصلها فقد استمسك بحبل الله المتين وكان الجزاء من رب العالمين في انتظاره في الدنيا والآخرة. ومن صالح الأعمال بذل أقصي الجهد لعقد المصالحات بين المتخاصمين خاصة من ذوي القربي والجيران. لأن الدين الحنيف يحرص علي دعم أواصر المجتمع وتحقيق التقارب بين سائر اطراف المجتمع. وما أحلي أن تشرق أوقات البهجة والسرور علي الجميع في يوم عيد الأضحي ويتبادل الجميع الهدايا ويقدم الصالحون علي تقديم لحوم الأضاحي والهدايا للارحام والجيران بحيث تعم المشاعر الإنسانية قلوب أبناء المجتمع القوي بجوار الضعيف. وذوي الأرحام أكثر مودة وقربي في تلك الأوقات المباركة.
من الرحمات التي يفيض بها الله تبارك وتعالي علي عباده من ضيوف الرحمن في يوم عرفات. حيث يتجلي عليهم بفضله متقبلاً منهم بجوده وكرمه سعيهم وطوافهم ووقوفهم فوق عرفات بلباس واحد وفي مكان ووقت واحد يقصدون رباً واحداً أحد. وبفضله يجود علي الجميع بالخير والرحمات فهو الرحمن الذي يتقبل من الحجاج أعمالهم. وكذلك من الصالحين الذين يقبلون علي صالح الأعمال في هذه الأوقات برجاء أن يتقبل الله منهم هذه الأعمال.
ذكر الله من الأعمال التي أشار إليها سبحانه وتعالي حيث يقول : "فإذا أفضتم من عرفات فإذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين" [البقرة : 198] إذاً الفرصة متاحة لأهل الخير في هذه الأوقات فالصالحون من ضيوف الرحمن وغيرهم من عباد الله المسلمين. يقولون : "ربنا أتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار" ويكثرون من ذكر الله سبحانه وتعالي بأي أذكار ومن أفضلها الاكثار من قول : لا إله إلا الله.. امتثالا لحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم : "أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله" من قالها مخلصا من قلبه كانت حصنا وشفيعاً له عند الحق تبارك وتعالي كما أن الصالحين يكثرون من التوبة والاستغفار ويتضرعون إلي الله قائلين : "ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته علي الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا علي القوم الكافرين" ويكثرون كذلك من قول "ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب".
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف