الأهرام
عزيزة فؤاد
في السماااا .. من مكة جبال النور
هنا من بيت الله الحرام وبعرفات الله تحتضننا الأجواء والمشاعر الفياضة والروحانيات الجميع جاء من كل فج عميق نسوا كل شيء وتجردوا من ملذات الدنيا لا يفصلهم عن رؤية بيت الله الحرام شيء لا ميقات ولا زمن ولا شاشات عرض نري من خلالها بيته العتيق كل العيون معلقة بالبيت وكل الافئدة مشتاقة اليه الي جبال النور انه البيت الذي شيده الخليل ابراهيم وابنه اسماعيل قال تعالي: ﴿ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ﴾
ومنذ ذلك النداء ووفودُ الرحمن تتوافدُ من كل فج، على الأقدام سيرا وركبانًا وبكل وسيلة سخرها الله لهم تتطلع النفوس المشتاقة إلى رؤية هذا البيتِ والطواف حوله والصلاةِ في جنباته، لايملون ابدا يتكبدون عناء الرحلة مرات ومرات وكأنها المرة الاولي لهم مشتاقين لغسل انفسهم وارواحهم وافئدتهم

ما اعظمك يا صاحب البيت وما اعظم بيتك وبيت المسلمين الذين يلتفون حوله من كل بقاع الارض يطوفون يدعونك في جلال وهيبة .. انني اغوص واغرق يارب مع الحجيج في رحابك وضيافتك .. هنا أقضي جمعتي باليوم الأعظم يوم وقفة عرفة واشهد فرحة العيد للمرة الثانية ببيتك وبيت حبيبك المصطفي صلي الله عليه وسلم في جبال النور دعوتني يارب لألبي كما يلبي الجميع وشعرت بي لأوهب هذه الحجة للسيدة التي لها الفضل علي حياتي في الدنيا أمي رحمة الله عليها التي مهما قدمت لها لن اوفيها قدرها او حقها روحانيات لايمكن وصفها ومشاعر يوم الفرح نسيت كل شيء تركته تجردت من مزايا الدنيا والحياة الصاخبة والزحام إلا ذكرك ياحبيبي يارب وكعبتك التي تلهمني وتعطيني طاقة لاتنضب ابدا .
ما اعظم تلك الروحانيات التي تهز المكان أجلالا وتعظيما وتهليلا فهذا ممسك بمصحفه يقرأ وهذا رافع يديه بالدعاء في خشوع وأدب غارقا وجهه بدموع لقياك مشاعر مختلطة بالفرح والدموع والخوف.
اسمعهم يرددون وقلبي وروحي يرددان معهم لبيك اللهم لبيك لبيك لاشريك لك لبيك ان الحمده والنعمة لك والملك لا شريك لك .الآلاف يزحفون ويطوفون نحو البيت الحرام وأني لمشتاقة مثلهم للمس كعبتك وتقبيل حجرك الاسود في ضيافتك تكرمنا وتستجيب لنا ولدعواتنا فأنت الكريم الذي يكرم بسخاء ضيوفه وعباده دون حساب ودون مقابل يا الله كم أحبك وكم أنت رحيم وغفور وكريم وحنون علي الأنفس المتعبة وما اطعم ماء زمزم ما أطيبه يارب ماء وما أنقاه لا تشبع منه ابدا (طعم طعم وشفاء سقم ) صلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم فما أجمل أن تستحضر فى ذهنك السيده هاجر وسعيها ودعائها لها ولطفلها وكيف فجر الله لها ماء زمزم لها ولرضيعها اللهم إرزقنا مرافقتهم بجنتك وإرزقنا الفردوس اللهم إرزقنا العمره والحج مرات ومرات ولا تحرمنا من زيارتك وزيارة حبيبك اللهم أجعل كل حياتنا عبادة لك ولا تحرمنا من قربك والدعاء لك يا الله يا حبيبي اللهم تقبل منا جميعا اللهم انصر اسلامنا وعروبتنا .
دمتم بكل الخير
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف