الأخبار
صبرى غنيم
مراكز الصيانة «عايزة» صيانة
- مشكلتنا في مصر.. أن بعض الوزراء اعتادوا أن يدفنوا رءوسهم أمام أي مشكلة حتي يرتاحوا من الصداع ويتهربوا من المسئولية في الوقت الذي نري فيه رئيس الدولة ينحت في الصخر ليصنع التقدم لمصر.. فالرئيس أمله أن يكسر طابور البطالة وتفتح المصانع أبوابها لتشغيل الشباب، ووزير القوي العاملة يعرف أن هذا الأمل مستحيل تحقيقه لأن المصانع تشترط أن يكون الشاب علي خبرة بالعمل الفني.. فهي لا تريد شبان علي مكاتب.. وللأسف الوزير يتجاهل المشكلة ويعتبرها مشكلة أولياء الأمور الذين اختاروا لأولادهم التعليم العام وأداروا ظهورهم للتعليم الفني..
فشلنا في توجيه أولادنا إلي التعليم الفني كان سببه انهيار مراكز الصيانة في مصر، الفنيون فيها يعملون بالفهلوة.. لا تجد سباكاً علي مستوي علمي ولا ميكانيكياً يجيد مهنته ولا فنياً في إصلاح المصاعد تأمن له، ولا كهربائياً »عدل»‬.. يعني كلها مهن فشنك.. من هنا أصبحت مراكز الصيانة تحتاج إلي من يصونها.. ومنها من يقوم بعمليات نصب في نصب..
سأروي لكم واقعة لها العجب.. زوجتي اكتشفت توقف التبريد في الفريزر يعني الثلاجة تعمل بنصف طاقتها، فأخذنا نسأل عن التوكيل، وبعد محاولات وانتظار في قائمة الانتظار جاءنا مهندس وطلب قيمة الكشف مقدما.. مش مهم لأن المبلغ هايف.. دفعنا خمسين جنيها وبعدها طالب بضرورة سحب الثلاجة إلي مركز الصيانة لأنها تحتاج إلي معدات ثقيلة يصعب إصلاحها في البيت، ومدة الإصلاح أسبوع وفِي اليوم التالي وصلت سيارة متخصصة من التوكيل وأربعة عمال نقلوا الثلاجة إلي مركز الصيانة واستمرت ملاحقاتهم في المركز أكثر من شهر علي أمل أن تصل إليهم قطعة غيار من ألمانيا.. وكان علينا أن ندفع قيمة الفاتورة التي وصلت إلي ٣٨٠٠ جنيه، لم يمض أسبوع علي تشغيلها وبدأت الثلاجة في تسريب مياه من القاعدة، طلبنا الصيانة فأكدوا أن العطل خارج الضمان والموقف يستدعي نقل الثلاجة مرة أخري الورشة.. صرخت زوجتي في وجه المهندس المسئول وهي تقول ليه »‬فين الرحمة، لما التوكيل واخد مبلغ كبير بالشكل ده، تقول ليه خارج الضمان..» يبدو أنه تأثر للموقف وطلب أن نعطيه مهلة لفترة مسائية سيحضر لعمل الصيانة بمعرفته في غير أوقات عمله بالشركة، وفعلا جاء في اليوم التالي وحصل علي ٢٠٠ جنيه وأزال العطل بنسبة 50%..
زوجتي لم تهدأ وقررت أن تتخلص من الثلاجة وعرضتها للبيع وكان أول من اشتراها هو التوكيل الذي قام بإصلاحها ولكم أن تتخيلوا قيمة المدفوع.. فقد اشتراها بألفي جنيه.. طبعا ما أرويه يدعو للعجب..
- وما يحدث مع مراكز الصيانة في أجهزة البيت يحدث مع مراكز صيانة السيارات التي تسرق في مواجهة الزبون تحت اسم قطع الغيار ومصاريف التركيب، إن أقل فاتورة تدفعها ما بين سبعة آلاف جنيه إلي عشرين ألف جنيه.. جميع موديلات السيارات تتعرض للنهب والسلب من مراكز صيانة السيارات ولا رقيب ولا أحد يحاسب علي الابتزاز الذي يحدث تحت اسم الصيانة..
- مشكلتنا أيضا في صيانة الثروة العقارية، ليست عندنا مراكز متخصصة لصيانة العقارات، فتجد العمارة أو البرج السكني من الداخل تغطي جدرانه مياه الصرف الصحي بسبب عدم وجود سباكين يفهمون في صيانة مواسير الصرف، حتي المصاعد داخل العمارات أصبحت مهددة بالسقوط، ولا أعرف لماذا تسكت وحدات الحكم المحلي مع أنني لم أسمع أنها تحركت ولو مرة وزارت عقاراً وعاينت المصاعد فيه.. مثل هذا التصرف سيكون له تأثير في بقية العقارات، رؤساء اتحادات الملاك يعانون من سوء مراكز الصيانة.. هذه حكاية تدهور الصيانة.. لذلك أقول إنها في حاجة إلي صيانة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف