الأهرام
سيد عبد المجيد
نعم للسبسى.. لا للمؤسسة الدينية
من الأسباب الرئيسية في أزمة القاهرة مع الدوحة هو تدخل الاخيرة السافر في الشئون الداخلية للدولة المصرية، وكي تعود العلاقات معها لابد أن تكف عن هذا المسلك المعيب، وانسحب الأمر على كيانات تابعة لبلدان أوروبية والولايات المتحدة الأمريكية سبق وأدلت بدلوها في أمور اعتبرتها خارجيتنا ولها كل الحق تدخلا سافرا غير مقبول.

وبما أن الأزهر مؤسسة رسمية كان عليها توخي الحذر وعدم الانسياق والتعليق على سياسات بلد تربطنا به علاقات احترام متبادل، بما يعد انتهاكا صريحا لسيادتها، وما لا نرضاه على أنفسنا يجب أن يكون هذا هو شعارنا مع الآخرين.

ثم هناك ملاحظة مهمة إذا كان الشعب التونسي غير راض على ما دعا اليه الباجي السبسي بالمساواة بين الرجل والمرأة، لقام بمظاهرات عارمة ضده، وهو ما لم يحدث وبالتالي فهم إجمالا موافقون على ما ذهب اليه رئيسهم.

نعود إلى الجانب المركزي من إشكال المواريث فلا أحد يجادل أن للذكر حظ الانثيين لسبب بسيط هو أن الرجل هو عماد الاسرة في عالمنا الاسلامي ، لكن هذا كان في الماضي أما الواقع المعاش الآن ومنذ عقود خلت بات مغايرا تماما.

إن لدينا في بلادنا آلاف النساء اللاتي ينفقن على أسرهن ويدفعن ببناتهن للعمل وهؤلاء بدورهن عندما يخترن شريكا لحياتهن تتشاركن معه في النفقات وتدبير الجهاز بالتساوي دون أن تتحمل أسرهن أي شئ، فبأي عدل تمنح الشابة نصف ما يحصل عليه أخيها.

علينا أن نعترف بأن وضع المرأة التونسية هو الأفضل في عموم الوطن العربي بفضل إصلاحات بورقيبة، بدلا من أن نتخذها نبراسا نحط من شأنها، وهذا لا يليق، ولا يسعنا هنا سوى أن نقول نعم للسبسي ولا لمؤسستنا الدينية مع كل الاحترام لها.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف