المساء
السيد العزاوى
أيام ذي الحجة فرصة لأهل الخير للتنافس في صالح الأعمال
. وأشرقت أيام ذي الحجة أحد الأشهر الحُرُم وهي بمثابة مواسم الخير خاصة أيام هذا الشهر الكريم وهي فرصة لأهل الخير من عباد الله الصالحين للاقبال علي صالح الأعمال والتنافس في التقرب إلي الله تعالي بكل الوسائل التي تدخل السرور علي البسطاء وتنمية أواصر المحبة والأفعال التي ترضي رب العباد وهي مجالات واسعة العمل فيها متاح سواء بإقامة المشروعات أو العطف علي البؤساء والفقراء. وصلة الأرحام. والتبرع في سائر أعمال الخير. وسائل يعرفها كل من يريد التقرب إلي الله. ومنها أيضاً الإكثار من الصيام والصلاة في جوف الليل وغيرها من أنواع الذكر والإكثار من التزود بالتقوي. وهي وقاية للإنسان المسلم المخلص من عذاب الله. أيام كلها خير وبركة. نسماتها تعطر قلوب الصالحين وتدفعهم من الأعمال البدنية كالصلاة والصيام والخير وهي متعددة الأغراض والمجالات يختار منها العبد المسلم ما يتناسب مع ظروفه وأحوله.
هذه الأيام أقسم الله بها في القرآن الكريم في سورة الفجر قال تعالي: "والفجر وليال عشر والشفع والوتر. والليل إذا يسر. هل في ذلك قسم لذي حجر" والمقصود بالليالي العشر هي ليالي ذي الحجة في أرجح الأقوال وقد نبه رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ إلي ضرورة أن يشحذ أهل الصلاة وأعمال الخير الهمة والنشاط في تلك الأيام العشر. يقول رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ: "ما من أيام العمل الصالح أحب إلي الله فيهن من هذه الأيام. يعني العشر من ذي الحجة. قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله. إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء" أخرجه الإمام البخاري عن ابن عباس ـ رضي الله عنه مرفوعاً ـ إذ الفرصة سانحة أمام أي مسلم للاقبال علي الله والإكثار من سائر أنواع العبادات كالصلاة والصوم. بالإضافة إلي أعمال الخير. في مقدمتها البحث بإخلاص عن المحتاجين من الأيتام والبؤساء والفقراء. وكذلك سائر الأعمال التي تساهم في تشغيل الشباب وتنمية المشروعات التي تأخذ بأيدي الفقراء نحو العمل الجاد بأيسر الوسائل وأحب الأقوال التي تجعلهم سعداء يفيضون بالمشاعر الطيبة.. والمجتمعات هذه الأيام ترحب بتنافس رجال الأعمال الصالحين في الأخذ بأيدي أبناء مجتمعاتهم نحو رفع مستوي معيشتهم دون منّي أو أذي. إذ أن من الضروري لكل من يريد علم الخير أن يضع نصب عينيه قول الله تعالي: "قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذي والله غني حليم" وليت الجميع يدرك أن بعض الصالحين كان يعطر الصدقات كالنقود قبل أن يقدمها للفقراء وعندما سئل عن أسباب ذلك أجاب: بأن الصدقة تقع في يد الله سبحانه قبل أن تقع في يد الفقير أو المحتاج. انها قوة الإرادة ويقظة الضمير لأنهم يدركون عين الله سبحانه تراقب كل خطواتهم وبقدر العزيمة الصادقة والنوايا الحسنة يكن الأجر والثواب فليحذر أهل الخير الرياء والنفاق أو الشهر بتلك الأعمال!!
ومن النماذج التي قام بها أحد عباد الله المخلصين رجل اسمه عبدالله بن المبارك. كان قد اعتزم القيام برحلة الحج إلي بيت الله الحرام وبينما هو في الطريق لإنهاء إجراءات هذه الرحلة شاهد امرأة تبحث في المخلفات لتحصيل علي ميتة كي تقدمها لأبنائها الذين تتولي رعايتهم فتقدم نحوها بكل إنسانية ومودة وسألها عن أسباب ذلك وقال لها: إن الله نهي عن أكل الميتة؟ فقالت السيدة: إلا ما اضطررتم إليه. وبعد حوار قصير مع هذه السيدة اصطحبها إلي منزلها وقدم لها الأموال التي ادخرها للقيام برحلة مفضلاً ـ هذا العمل الصالح وتوفير الطعام الآمن وكل احتياجات أبناء هذه السيدة ـ علي أداء الفريضة ثم عاد إلي منزله متطلعاً إلي عطاء الله سبحانه. مضت الحج سريعة وبدأ موسم عودة ضيوف الرحمن إلي ديارهم ومنازلهم. وكالعادة ذهب هذا الرجل الصالح عبدالله بن المبارك لتهنئة أقرانه من حجاج بيت الله فإذا به يفاجأ بأن هؤلاء الحجاج يخبرونه بأنه كان معهم في سائر أداء المناسك الخاصة بالحج تعجب الرجل ولم يدم هذا النظر و ذلك التعجب مدركاً أن فضل الله عظيم ولا حرج علي هذا الفضل عندما يتقرب العبد لربه بإخلاص ونية صادقة. وفي ذلك فليتنافس المتنافسون. وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون يا أهل الخير.. هل ننتهز جميعاً فرصة هذه الأيام المباركة والإكثار من عمل الخيرات والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف