المساء
طارق مراد
مبروك للأهلي.. والكرة المصرية
أخيراً تذوق النادي الأهلي طعم الفوز بكأس مصر بعد غياب عشر سنوات متصلة بتفوقه القاتل علي المصري البورسعيدي بهدفين لنجميه الغزال عمرو جمال والجوكر أحمد فتحي ليحقق الأهلي الثنائية التاريخية لموسم "2016 ـ 2017" بعد حصوله علي درع الدوري العام.. ولم يكن هذا النهائي لبطولة الكأس سوي ماراثون من الكفاح والحماس والأداء الخططي الراقي من نجوم الفريقين بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل السلبي.
ورغم أن عبدالله بيكا نجم المصري استطاع أن يخطف هدف السبق في الدقيقة الـ 12 من الشوط الثالث غير أن الـ 18 دقيقة المتبقية من عمر هذا الماراثون الكروي لم تكن قليلة بالمقارنة بخبرات لاعبي الأهلي ومهاراتهم العالية وقدرتهم الكبيرة علي الاحتفاظ بهدوئهم وثقتهم في أنفسهم حيث أجادوا تناقل الكرة وبناء الهجمات بقيادة عبدالله السعيد وصالح جمعة وأحمد فتحي وعلي معلول صانع الهدف الأول الذي أحسن الغزال عمرو جمال استغلال كرته العرضية باحراز هدف التعادل قبل نهاية الشوط الرابع بثلاث دقائق فقط وكانت أيضاً تلك الدقائق المتبقية كافية ليقتل الأهلي اللقاء بهدف أحمد فتحي الرائع في الثواني الأخيرة من عرس نهائي الكأس وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة وسط ذهول لاعبي المصري والذين ظنوا أن الكأس باتت في حوزتهم خاصة وأنهم سجلوا هدف السبق لبيكا في توقيت صعب من عمر هذا الماراثون الكروي المثير والذي اتسم بكل مظاهر القوة والترقب والشغف والفرص الضائعة.
وكان طبيعيًا أن تسود لاعبي الأهلي وجهازهم الفني بقيادة حسام البدري فرحة هستيرية والكل لا يصدق أن حلم الثنائية تحقق وأن التاريخ يعيد نفسه عندما خطف الأهلي الكأس من المصري البورسعيدي في نهائي مماثل عندما نجح علاء ميهوب في خطف هدف التعادل في الثواني الأخيرة باستاد القاهرة الدولي وكان المصري متفوقاً بهدف وحسم الأهلي النهائي آنذاك لصالحه 3/1 في الشوطين الإضافيين ليتوج بطلاً للكأس.
وها هو استاد الجيش ببرج العرب يشهد علي تفوق جديد للمارد الأحمر المصري في نهائي الكأس بعد أكثر من عقدين من الزمن فدائماً فارق الخبرة والتوفيق وروح البطولة تقف في صف الأهلي.
ولكن في هذا النهائي يمكن القول إنه كان عرساً حقيقياً للكرة المصرية لأنه شهد لأول مرة منذ مذبحة استاد بورسعيد ما يعد تصالحا بين مجلسي إدارة الناديين برئاسة المهندس محمود طاهر وسمير حلبية وبحضور أعضاء المجلسين حيث تبادلوا كلمة الود والاحترام والتهاني قبل وأثناء وبعد اللقاء ومعهما أفراد الجهاز الفني للفريقين خاصة عندما توجه التوأم العميد حسام وإبراهيم حسن لجهاز الأهلي لتنئتهم ليؤكد مسئولو وأبناء الناديين بتلك الروح الرياضية السمحة أنهم معاً فتحوا صفحة جديدة وأغلقوا الملف الأسود للسنوات الخمس الماضية.. وهي خطوة كانت المنظومة الكروية تنتظرها بفارغ الصبر ليعود الهدوء والاستقرار والأمان لملاعبنا الخضراء.. وهنا تستحق الكرة المصرية أن نقول لها مبروك تلك المصالحة الكبري وعودة علاقة الود والوئام والحب بين الناديين.
وإذا كان الأهلي يستحق التهنئة بعد تتويجه بطلاً لكأس مصر فإن المصري البورسعيدي بقيادة نجومه محمد الشامي وعبدالله جمعة كان شريكاً ببراعة وروح لاعبيه القتالية والتزامهم وانضباطهم التكتيكي دفاعاً وهجوماً مع لاعبي الأهلي في تقديم وجبة كروية دسمة وممتعة ومشوقة تبادل خلالها الفريقان الهجمات والسيطرة علي مجريات اللعب.
وكالعادة لعب المصري باسلوبه الذي يعتمد علي السرعة والقوة والضغط علي الكرة أينما كانت.. مع التزام بالارتداد السريع للخلف عند فقدان الكرة بينما أجاد كل من البدري والعميد حسام التغييرات التي ساهمت في الحفاظ علي قوة الأداء وحجم الجهد المبذول حتي نهاية العرس الكروي لكأس مصر والذي حسمه الأهلي بحنكة وذكاء وخبرة الكبار.. فألف مبروك للمارد الأحمر وهارد لك للمصري العملاق.. ومبروك للكرة المصرية عودة الأهلي والمصري حبايب.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف