الجمهورية
ماجد نوار
وزراء في نعيم!!
ربما تحدث للمرة الأولي في تاريخ تشكيل الوزارات المصرية أن ينعم وزير بالمنصب دون أن يتدخل من قريب أو بعيد في أي قضايا أو أزمات خاصة بوزارته!!
بالفعل وزير الشباب والرياضة الجميل المهندس خالد عبدالعزيز يعيش في حالة وزارية انفرادية.. يعيش في هدوء تام بل ورفاهية.. لأنه أصبح حالياً بلا اختصاصات وبمزاجه.. بعد أن سلم برضا وقناعة المسئولية كاملة لرئيس اللجنة الأوليمبية هشام حطب ليكون "الحاكم بأمره" في كل القضايا والأحداث والأزمات والمشاكل التي تظهر علي السطح مع بدء تنفيذ قانون الرياضة الجديد.
بالطبع ليس دفاعاً عن ناد أو هيئة ولكن لابد أن نتوقف قليلاً لأن ما حدث يؤكد أن النظام الرياضي به خلل وسيعيدنا إلي قضية الشباك "نفتحه أو نغلقه" أو قضية الأرض كروية وتدور حول نفسها كما كان يقول أستاذ الكوميديا الراحل فؤاد المهندس.. لا أصدق أن وزارة الشباب والوزير بلا عمل أو اختصاص فعلي.. من غير المعقول أن يكون هذا المبني الرائع في ميت عقبة دون أي مسئولية فعلية بل وهناك أكثر من مائة ألف موظف علي مستوي الجمهورية بالوزارة التي لا عمل لها حاليا وحوالي 5 آلاف موظف وموظفة داخل المبني والميزانيات تفوق الخيال!!
ومن يتعلل بأنها وزارة للشباب سأرد وأقول إن قضايا الشباب ومشاكله ومؤتمراته أصبحت تخص اللجنة الرئاسية التي تقترح وتعالج وتنفذ أي برامج مستقبلية هامة بمصير شباب مصر.
وفي بحر ــ عفوا ــ محيط المشاكل الرياضية والمواجهات التي نعيشها حالياً أصبحت الوزارة والوزير يجلسون علي مقاعد الصف الأمامي للفرجة والمشاهدة بل مع احترامي الكامل أصبحوا "شاهد ماشفش حاجة"!!
شبح التدخل الحكومي جعل الوزارة والوزير يتنازلان عن كافة الحقوق وهناك أمر واحد طب حنفية الملايين للدعم والصرف ستكون في يد من؟!
الوزارة أم اللجنة الأوليمبية؟! ومن أصبح المسئول الفعلي المهندس خالد أم المهندس حطب؟!
لقد أصبح وزير الشباب والرياضة وزيراً بلا حقيبة!!
وهذا يجرنا إلي ما هو الدور الفعلي والحقيقي لوزارة الشباب؟!
هل الاهتمام بتنظيم الحفلات؟! أم التركيز مع دوريات شركات المياه الغازية؟!
بالطبع لابد من وقفة وإعادة تقييم الموقف لاسيما وأن اطلاق يد اللجنة الأوليمبية لمواجهة مشاكل الانتخابات والأندية والاتحادات في الوقت الذي كان لابد من تنظيم "بيت العائلة" أو اللجنة نفسها بإجراء انتخابات جديدة داخلها قبل أي ناد أو اتحاد لضمان اختيار شخصيات لها بصماتها وتاريخها داخل الرياضة المصرية من قبل أن ترث من الوزارة تلك التركة الثقيلة المليئة بالهموم والمشاكل والصراعات.
كان لابد أن يتضمن القانون الجديد بنداً صريحاً بأنه لا يوجد ما يسمي بالخدمة التطوعية في مجال الانتخابات الخاصة بهيئات الرياضة كلها بما فيها اللجنة الأوليمبية.. لأن ما كنا نطلق عليه عملا تطوعياً كان ماضاً وانتهي واليوم الكل يسعي للاستفادة بمختلف أشكالها بالمنصب والثراء والوجاهة والدعاية والبروباجندا الإعلامية وأخيراً لابد من الاستعانة بشخصيات لها تاريخها ومكانتها الأوليمبية يتم تجاهلهم اليوم لأنهم عاشوا شرفاء لا يسعون لأي ميزة أو فائدة.. أعرف منهم شخصية كانت تقوم بعمل الشاي والقهوة للضيوف حتي لا تكلف ميزانية اللجنة أي حسابات خاصة بها وهو حي يرزق حتي الآن!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف