الوفد
محمد عبد العليم داوود
جامعة كفر الشيخ
أشعر بسعادة كبيرة كلما وجدت خبراً أو موضوعاً يتعلق بجامعة كفر الشيخ.. وأشعر بسعادة أكثر كلما رأيتها تتقدم وتسير بخطى كبيرة.. فقصة الجامعة تعود إلى عام 2001.. وكانت عبارة عن فرع يتبع جامعة طنطا.. وكنت أرى أن المحافظة تأتى لدى كل المسئولين فى ترتيب متأخر من الاهتمامات، بل إن المحافظة خاصة أراضيها سبق وتحولت إلى قطعة من التورتة يتقاسمها الوزراء والمحافظون واللواءات. كان لا بد من وجود جامعة، فكلما انتشرت المحافل العلمية قضينا على التخلف والجهل.. على الفور تقدمت باقتراح برغبة عام 2001.. وتحدد الاجتماع حينها كان لا بد من التنسيق حتى تتم الموافقة، فاتصلت بالدكتور مفيد شهاب وكان حينها وزير التعليم العالى وشرحت له الموقف، وطلبت موافقته فرد قائلا: احتمال أكون مسافراً خارج البلاد لكن اطمئن، فهذا موضوع مهم وليس لدى مانع ومن سيحضر من الوزارة سيحمل هذه الرؤية... قلت له إن الدكتور فؤاد هراس رئيس جامعة طنطا سيحضر وأرجو التنسيق معه. وأيضا مع الدكتور حسن عيد رئيس فرع كفر الشيخ. وأجريت تنسيقاً مع المستشار حسين مصطفى، ومن بعده المستشار على عبدالشكور محافظ كفر الشيخ حينها، وبالفعل عقدت اللجنة اجتماعها وكان للدكتور فؤاد هراس رئيس جامعة طنطا موقف رائع ووافق ووفى بوعده.. كما حضر نائبا عن المحافظ الاستاذ زكريا شريف السكرتير العام المساعد لكفر الشيخ وحمل الرؤية الكاملة للمحافظة.. وكانت اللجنة برئاسة البرلمانى ناجى عبدالمنعم وكيل لجنة الاقتراحات والشكاوى.. وكان دور الانعقاد الاول على وشك الانتهاء.. فأرسلت للدكتور فتحى سرور رئيس المجلس طلباً مضمونه أن يعرض موافقة اللجنة على المجلس لإقراره وإرساله إلى الحكومة حتى تستعد مالياً وإدارياً من توفير الموازنات وهيئات التدريس، لأن هذا الأمر فى حاجة إلى عام أو عامين على الأقل.. فأرسل لى الدكتور سرور مؤكدا عرضه فى جلسة الغد، وكانت الجلسة الأخيرة وترتيبها التسعون، وكان ذلك فى يوم 4 يوليو 2001... ومن الصدف التى أعتز بها إلى الآن أن 4 يوليو هو تاريخ ميلادى.. ووافق المجلس بالإجماع على هذا التقرير وتمت إحالته إلى الحكومة للبدء فى اتخاذ الإجراءات لفصل فرع كفر الشيخ عن جامعة طنطا.. ويومها خرجت جريدة كفر الشيخ التى يرأس تحريرها المرحوم الكاتب فاروق أباظة، بمانشيت الصحيفة تحت عنوان "أخيرا يتحقق حلم أبناء كفر الشيخ فى جامعة مستقلة لهم".. والصفحة الأخيرة بالكامل تحمل صوراً من كليات وفصول تتبع الفرع وتفاصيل ما حدث فى اجتماعى اللجنة والمجلس، وما قام بها مقدم الاقتراح.. هنا استشاطت بعض قيادات الوطنى غضباً بالمحافظة من قيام الجريدة الناطقة باسم المحافظة بتغطية هذا العمل.. وما كان من المرحوم فاروق أباظة إلا تلقينهم درساً.. والطريف أن محافظة البحيرة وهى الجارة لكفر الشيخ كان بها فرع أقدم من فرع كفر الشيخ يتبع جامعة الاسكندرية، فوجئت بأحد نوابها فى الشورى وهو الصديق الدكتور طلعت الديب.. يقول لازم أذهب إلى المعارضة حتى أقوم بفصل فرع دمنهور عن الإسكندرية.. علشان الحكومة بتخاف من المعارضة.. قلت له أنا عندى استمارة لك فى المعارضة.. ولم أكتف بذلك بل ظللت أتابعه برلمانياً مع الدكتور عمر سلامة وزير التعليم العالى والحكومة فيما بعد.. وجاءت الأيام لتقفز جامعة كفر الشيخ عاما عن عام وتكبر وتتقدم وتتحول الى جامعة من أفضل الجامعات بفضل الله أولًا ثم إدارتها وأمانتها.. لمحافظة ظلت تعانى طويلًا من افتقادها كل مقومات أقل محافظة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف