المساء
خالد العشرى
أصل الحكاية .. مجاهد والنهاية السعيدة
في لحظة حزن غلفت المكان عقب علمي برحيل الغالي محمد مجاهد وأمام صمت فرض نفسه علينا سألت الزملاء داخل القسم الرياضي: هل يعلم أحدكم أن مجاهد كانت له أي أزمة مع أي إنسان.. هل سمعتم أحدا يشكوه أو غاضبا منه.. أو أن مجاهد نفسه حمل ضغينة لأحد أو كرهاً أو حقداً.. هل عرفتوه متربصا في الشر.. هل رأيتموه يخطط للانتقام.. هل قابل الاساءة بالإساءة أم بالإحسان.. هل تعالي يوما علي صغيركم قبل كبيركم أو رفض طلبا في استطاعته ان يفعله او تكليفا حتي ولو كان من صغير.. هل تطاول علي احد أو أخذ حق احد.. ألم يكن ساعيا للخير.. يصلح بين متخاصمين أو يقتل فتنة قبل ان تستفحل.. هل رأيتم يوما في وجهه سوي ابتسامة عريضة وكلمة طيبة.. اجابوا جميعا اجابة قاطعة وفاصلة.. عرفناه طيبا متسامحا نقيا متواضعا قويا في الحق.. قلت ولم الحزن إذ؟
رجل أدي رسالته كما ينبغي.. ذاكر وامتحن وجاوب فنال أعلي الدرجات وانتقل لمكان أعلي وأرقي واجمل.. هو في دار احسن من داره في الدنيا.. احبة وصحبة افضل مما كان عليه في دنياه.. يجني ثمر عمله.. بينما الكل يبكيه يدعون له بالرحمة.. يتذكرون مواقفه وكأنه بينهم.. وما أجملها نهاية سعيدة يا محمد.. إنها حسن الخاتمة التي ندعو الله أن يرزقنا بها.. رجل احبه الناس.. يمرض قبل وفاته كأن الله سبحانه وتعالي أراد ان يقبض روحه بلا ذنب أراد ان يلتقي عبده بصفحة بيضاء ليتسلم بإذن الله كتابه بيمينه.. والله إنها النهاية السعيدة وحسن الخاتمة.
لن أحزن لأنك لم تفارقني.. اراك بيننا تداعب الجميع بقفشاتك الجميلة.. الاساتذة سمير رجب ومحمد فودة وخالد إمام ومؤمن الهباء.. اسمع قفشاتك مع الحبيب الراحل صلاح زكي والزميلين سيد حامد ومحمد سلامة اطال الله في عمرهما.. اري معك مفاتيح الاخ الاكبر سمير عبدالعظيم.. والرابط الرهيب بينك وبين سامي عبدالفتاح ومشوار الكفاح مع علي عبدالهادي وكلماتك الطيبة لإيهاب شعبان ومروان وقاسم والشقيري وراغب وحمودة.. لن انساك وانت تردد: كمال يا سعد ياوش السعد.. تتكلم بصوتك العالي عن دار المسنين والحاجة زينب والحاجة سعاد فاصرخ فيك انا وصديقي ابراهيم كمال ونقولك يا ميمي وطي صوتك شويه حرام عليك.. فتنظر لنا بابتسامتك وتقول: حاضر ياسي ابراهيم حاضر ياسي خالد فنجد انفسنا نضحك بصوت أعلي من صوتك.. وما تلبث ان تعود بمداعبة اخري وتسألنا عملتوا تكليفات الماتشات وعملتوا "بون" التصوير.
اتذكرك تغني خدوا المناصب.. وانا الشعب.. وخميس العهد.. وسبت النور.. وحد الزعف وكلمة "وبالتالي" فاكرك لما بكيت علي خروجنا من بطولة الامم وقولت لي كان نفسي نكسب لأنها اخر بطولة هاشوفها.. فاكر لما كنت بتقرأ الآية الكريمة "لمن الملك اليوم".. مع السلامة يا محمد.. وإلي أن نلقاك في جنة الخلد بإذن الله.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف