فيتو
أحمد ابراهيم
فيها حاجة حلوة.. مركز الكلى
اعترف أنني مريض بحب المنصورة وبجامعتها ومراكزها الطبية وبعلمائها وبشعبها الطيب، كما اعترف أنني متحيز لمحافظة الدقهلية، رغم عملي وإقامتي في القاهرة منذ 25 عاما إلا أنني حريص على التواجد في المنصورة وصلاة الجمعة في مسجد مركز الكلى (غنيم) مع نخبة من صفوة علماء مصر، وفي حضرة العالم الجليل الدكتور محمد غنيم مؤسس المركز والأب الروحي للمنصورة.

كاتبنا الكبير عبد العظيم درويش في مقال شهير له بالأهرام من نحو ربع قرن قال "حينما تعبر بقدميك مركز الكلى بالمنصورة فقد عبرت حدود الجغرافيا والتاريخ فالمكان ليس في مصر ولا الزمان هو القرن العشرين (وقت كتابة المقال) لقد انتقلت من العالم الثالث المتخلف إلى العالم الأول المتقدم"..

مركز الكلى بالمنصورة كان فكرة الدكتور غنيم عرضها على الرئيس السادات فوافق فورا عليها وقام بتعيين الدكتور غنيم مستشارا له لتسهيل مهمته في إنشاء المركز، وكان هناك وعد من الرئيس الشهيد بافتتاح المركز بنفسه لكن رصاص الإرهاب كانت أسبق من يوم الافتتاح..

مركز الكلى (غنيم) بالمنصورة هو قبلة المسالك والكلى في العالم، يأتي إليه المرضى والمتدربون والباحثون من كل الدول، وتشعر بالفخر حينما تعلم أن مرضى الشرق الأوسط حينما يسافرون إلى أوروبا وأمريكا ينصحون بالعودة إلى مصر والعلاج في مركز غنيم، كبار المسئولين قاموا بزيارة مركز الكلى بالمنصورة منهم رؤساء جمهورية وأبدوا إعجابهم الشديد به، ولم يفكروا في تكرار التجربة وتعميمها على كل مستشفيات مصر..

العالم الجليل الدكتور محمد غنيم مؤسس المركز ومديره لسنوات طويلة، وضع نظاما كان الأول من نوعه في إدارة المستشفيات في مصر، فبجانب أنه ناضل حتى يتمتع بالاستقلالية ويكون وحدة ذات طابع خاص كان هناك إصرار منه على تطبيق نظام تفرغ الأطباء، أي من يتفرغ للعمل في المركز يغلق عيادته الخاصة في مقابل تعويضه ماديا، لأن غنيم كان وما زال يرى أن سبب كوارثنا هي اختلاط العام بالخاص في كل القطاعات وليس الصحة فقط، ومن أسباب تميز مركز الكلى أيضا حسن الاختيار، فالكفاءة هي المعيار الأساسي للتعيين والترقي، لذلك نجد أن علماء المركز حصدوا كل الجوائز دوليا ومحليا وأبحاثهم العلمية منشورة في أهم المجلات العالمية، وبعضهم حاصل على أكثر من درجة دكتوراه ومحكم دولي وهناك جراحات مسجلة بأسمائهم، وأيضا هناك رؤساء جمهوريات دول عربية وأجنبية تلقوا علاجهم في المركز بالمنصورة..

35 عاما ومركز الكلى يقدم خدمة طبية متميزة مجانية لفقراء المرضى، كما تم إنشاء مبنى ضخم للعيادة الخارجية، وفرع آخر في مدينة سمنود، كل هذا بدون ضجيج أو إعلانات تسول مهينة لمصر والمصريين.. مركز الكلى بالمنصورة بؤرة نجاح يجب أن تكون معدية، لأنها تؤكد أن مصر تستطيع بسواعد أبنائها علماء الداخل.

المركز يحتاج أيضا دعما من الدولة حتى يستمر في عطائه وتميزه، وهناك مشروع بهذا الخصوص قدمه الدكتور غنيم إلى مؤسسة الرئاسة بصفته عضو المجلس الاستشاري لرئيس الجمهورية نتمنى أن يرى النور.. التحية واجبة لكل من تولى إدارة المركز بعد الدكتور غنيم ولكل رؤساء جامعة المنصورة، لأنهم حافظوا على هذا الصرح العظيم.. واللهم احفظ مصر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف