المساء
سامى عبد الفتاح
ماذا بعد رحيلك يا مجاهد
وماذا بعد رحيلك يا أخي ويا صديقي ورفيقي مجاهد؟.. لقد أخذت معك جزءا مهما من طعم الحياة. أخذت جزءا من روحي مثلما فعل أبي وأمي. رحم الله الجميع.. جاء فراقك في وقت صعب عليّ. وعلي كل من عرفوك فأحبوك. كنت مثالا للرجل الجدع والصديق الصدوق. اخترت ان تكون خادما للجميع. فكنت سيدهم بخلقك الطيب وروحك المرحة وقلبك الذي جعل الله لك فيه متسعا للجميع.. لم تعرف في حياتك القصيرة خصما فكنت محبا للجميع. مهما كانوا ومهما فعلوا.. قست الدنيا عليك كثيرا. فهزمتها بايمانك وحبك لله الذي كرمك باختيارك إلي جواره في وقت كنا فيه أحوج إليك. كي نستلهم منك الصبر والصمود أمام غباوة هذه الدنيا.. وقدر الله رحيلك لتكون إلي جواره من السعداء المغفور لهم باذن الله واسأل الله العلي القدير أن يحشرني إلي جوار هذا الرجل الطاهر. محمد مجاهد.. وأن يغفر له ولي ولأمهاتنا وآبائنا.. اللهم آمين.
تقسو الدنيا كثيرا علي الناس فيخطف الموت أجملهم وأحسنهم خلقا. فيكون فراقهم قاسيا مؤلما. ولله في ذلك حكمة. يعلمها وحده سبحانه وتعالي.. غلا ان هؤلاء عندما يرحلون تبقي ذكراهم العطرة في نفوس كل من عرفهم. فتعيش أرواحهم بيننا بالذكري الطيبة.. نسأل الله أن يحسن ختامنا وذكرانا.
ولكن للدنيا جمالها أيضا. لأنها تزرع فينا الحب والمحبة لمن أراد لنفسه محبة الناس. فنكتسب محبة الله التي من أجلها وجدت البشرية.. وحقا الله محبة. ومن فت الله قلبه لاستعاب هذه الحقيقة كان من السعداء في الدنيا والآخرة.
ننظر من حولنا فنجد هذا لعالم المليء بالصراعات والغباوات المفرطة سواء في عالمنا الكبير. أو دوائر عالمنا الصغير فالأصغر. حتي دائرتك الخاصة جدا.. فتتألم النفس. لكل هذه الصراعات. والتي تنم عن غباء محكم لكل من يسقط فيها. لأنها تؤذي آخرين. لا حول لهم ولا قوة.. ونسأل أنفسنا ماذا سنأخذ معنا. سوي الرحمات أو اللعنات.. اللهم ارحمنا واحفظنا من سوء أعمالنا.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف