المصرى اليوم
أسامة خليل
معركة اللائحة فى الأهلى بين جحود (الرموز) وإعلام (القطط السيامى
فى حياة الأمم والشعوب تكون الأزمات والمحن هى البوتقة التى تصهر معدن تلك الأمة ليظهر بحقيقته، نفيسا فيصنع أمة عظيمة أم رخيصاً، فلا ينهض هذا الشعب بين الشعوب العظيمة ويعيش إذا لم تبتلعه الأزمة بلا ذكر يذكر. ومقومات الدول من المجتمعات الكبيرة ومن تحتها الكيانات الأصغر من مؤسسات مدنية مملوكة للدولة أو للمجتمع، سواء أحزابا أو جمعيات أو شركات، كلها مسرح مفتوح تعرض من خلاله هذه الأمة تفاعلات كياناتها مع الأزمات والمنعطفات المصيرية التى صاغت وتصوغ تاريخها وحاضرها وتقدم من خلاله نفسها كأمة عظيمة أو ذات قدر بين باقى الأمم.

تلك الأزمات والمحن إذن ربما تكون النقطة الفاصلة بين الظلام والنور، لأنها تكون هكذا كاشفة، فاضحة، لمن معك ومن ضدك.. من ينتمى لوطنه ومن ينتمى لنفسه.. من يواجه ويتحمل المسؤولية.. ومنّ يهرب من الميدان.. حتى على المستوى الشخصى عندما يمر الإنسان بمشكلة يظهر له فى المحنة من يحبه ومن يكرهه.. من يصمد معه ومن يهرب من لقائه.. من ينافقه ومن يصدقه.. من الصديق الوفى ومن العدو الخبيث.

ومعركة اللائحة التى يخوضها الأهلى من أجل بناء مستقبل واضح المعالم على أسس سليمة هى واحدة من هذه المعارك الكاشفة لمن يحب الأهلى ويخلص فى الانتماء له.. ومن يحب الكرسى ويصارع من أجل الجلوس عليه؟ منّ ثبت على موقفه ورأيه ومن باع القضية وخان العهد كرهاً أو انتقاماً أو غلاً؟ من يريد أن يحرك الأهلى نحو المستقبل ومن يشده الى الماضى.

وأنا هنا لن أتهم أحداً باسمه أو شخصه أو نجوميته، بل سأترك موقفه يفضحه، فلا أملك أن أوزع صكوك الحب والولاء والانتماء لشخص وأمنعها عن آخر، بل سأترك للقارئ الحرية فى التفكير واتخاذ قراره وموقفه من هذه القضية العادلة التى يخوضها مجلس إدارة النادى بشرف ونزاهة وتجرد، وحتى أبسط الطرح فسيكون عرضى على طريقة السؤال والجواب..

س: هل مجلس إدارة الأهلى هو الذى فكر منفرداً لإقرار لائحة جديدة للنادى؟

- لا.. فمجالس إدارات الأهلى المتعاقبة منذ الراحل العظيم صالح سليم ومن بعده حسن حمدى وطوال ما يقرب من ٣٠ عاماً وهى تطالب بتغيير القانون واللائحة المفروضة عليهم والتى لا تتماشى والتطور الكبير الذى صار عليه النادى واتساع رقعته وتعدد فروعه وزيادة أعضائه وضخامة ميزانيته- التى بلغت مليار جنيه فى عهد محمود طاهر- وعدم وجود قانون أو لائحة تسمح له باستثمار موارده وتعظيمها.

س: ما هو المتغير الذى دفع الأهلى الآن لإثارة قضية اللائحة؟

- الدولة مشكورة قررت أن تتحرك وغيرت من خلال الحكومة ومجلس الشعب قانون الرياضة الذى أعطى للمؤسسات الرياضية والأندية الحرية فى وضع لائحتها الخاصة بما يتوافق مع القانون الجديد والميثاق الأوليمبى وهو بالفعل تحول عظيم طال انتظاره، ولكنه بقصد أو بدون جاء تحولاً منقوصاً، حيث وضعت الوزارة (ليلة) إقرار القانون فى البرلمان بنداً يعطى للجنة الأوليمبية الحق فى وضع لائحة استرشادية تتحول إلى لائحة إلزامية فى حالة عدم حضور النصاب الذى تحدده اللجنة، وهو بالنسبة للأهلى ١٢٥٠٠ عضو.

س: ولماذا يعترض الأهلى على اللائحة الاسترشادية؟

- ليس الأهلى وحده الذى يعترض ولكن أى عاقل يقرأ بنود اللائحة الاسترشادية سيرفضها ويلعنها وسيشكك فى نوايا من وضعها ورجعيته وإفساد المؤسسات الرياضية.

أولاً: كيف يعقل فى وطن تحميه القوات المسلحة ويضحى جنوده وقادته بحياتهم فى وقت انتشر فيه الإرهاب الأسود وبدلاً من أن نعلى من قيمة أداء الخدمة الوطنية ودفع ضريبة العيش فى هذا البلد عن طيب خاطر، بدلا من ذلك تكافئ لائحة وزارة الشباب واللجنة الأوليمبية المتهرب من أداء الخدمة العسكرية بإعطائه الحق فى الترشح لمجلس إدارة الأهلى أو الزمالك ورئاسته.. هل هذا معقول؟

ثانياً: فى وطن يظن رئيسه وقادته أن العلم هو سلاح النجاة من الجهل والمرض والفقر الذى نعيش فيه تأتى لائحة طائشة من لجنة شاردة لتعطى من لم يستكمل تعليمه الجامعى أن يترأس الأهلى أو الزمالك(!) فكيف سيدير رجل بهذه العقلية العلمية والإدارية مؤسسة ضخمة تقود قطاعا عريضا شبابياً ورياضياً؟.. لمصلحة من وضع هذا البند الرجعى المتخلف، والبندان لم يكونا فى أى لائحة سابقة لأى حكومة؟! ناهيك عن بند آخر يعطى الأجانب الحق فى الترشح لعضوية المجلس (بالفعل مسخرة كاملة المعالم).

ثالثاً: منحت اللائحة الحق للجنة الأوليمبية فى إيقاف وتجميد رئيس أو عضو مجلس الإدارة (مثل رئيس الزمالك مثلاً) وفى حالة تظلم المجمد يذهب إلى مركز لتسوية المشكله بقرار من رئيس اللجنة الأوليمبية وهو نفسه الذى اتخذ قرار الإيقاف (يا عينى على العدل والشفافية).

س: هل معركة الأهلى لوضع لائحتها مع الحكومة؟

- إطلاقاً ولكن هناك مجموعة خبيثة ممن ينتمون زوراً للأهلى يريدون إسقاط محمود طاهر فى الانتخابات القادمة من أجل مرشح محتمل لذا تم تصوير المشكلة على أنها بين الأهلى والحكومة فربما تتحرك وتغير على كرامتها وتحرك أجهزتها ضده. والحقيقة أن الأهلى يرفض اللجنة الأوليمبية ويلتزم بالقانون الذى أعطاه الحق فى وضع لائحته.

س: هل الأهلى وضع لائحة تليق بمستقبله وتحقق طموحه.. أم وضع لائحة ملاكى لمجلسه الحالى؟

- لائحة الأهلى المقترحة وضعها ثلاثة من خبراء القانون والرياضة وهم المستشار الجليل رجائى عطية، وهو واحد من فطاحل القانون وعلمائه وله مئات الكتب فى علوم القانون والسياسة والشؤون الإسلامية. والثانى هو المستشار المحترم «عبدالمجيد محمود» وهو رجل طحنته الأيام والأحداث خبرة وعلم ورؤية ثاقبة، وكان عضواً فى مجلس الأهلى فى عهد المايسترو ومحل ثقته والثالث دكتور علاء مشرف وهو لمن لا يعلم أحد رجالات حسن حمدى وله باع طويل فى اللوائح الرياضية.. ثلاثة بهذا الوزن والقيمة من يستطيع أن يشترى ضميرهم ونزاهتهم وحبهم للأهلى سوى خيال الأغبياء والخبثاء الذين انكشفوا وتعروا وظهر أن الأهلى بالنسبة لهم سبوبة يقف فى طريقها «محمود طاهر».

س: هل صحيح أن اللجنة القانونية أو مجلس إدارة الأهلى وضع شرطاً يقصى به محمود الخطيب من الترشح إذا قرر أن يترشح؟

- هذه كذبة أخرى يرددها المطبلتية من بعض الإعلاميين الذين يمهدون الأرض لمرشحهم المحتمل فوجدوا من هذه الكذبة فرصة للتشويه والتشهير والوقيعة بين مجلس محمود طاهر والجماهير وأعضاء الجمعية العمومية كى يستثيروا غضبهم.

الحقيقة الدامغة القاطعة الفاصلة الحاسمة جاءت فى بيان أصدره المستشار رجائى عطية- وهو رجل لن يكذب- وقال: «إن مشروع اللائحة الذى أعددته للنادى الأهلى جاء خالياً تماماً من أى بند يقيد الترشح بثمانى سنوات سواء بأثر فورى أو رجعى».

ثم تأتى الجملة القاتلة فى البيان والتى تكشف حجم الزيف والكذب الذى ردده إعلاميون بلاضمير بقوله: وكان متفقاً على ذلك فى اللقاء الذى تم قبل شروعى فى القيام بالمهمة مع كل من المهندس محمود طاهر والسيد عماد وحيد عضوالمجلس، حيث اقتنعا بعدم جواز وضع مثل هذا البند.

تصوروا.. هذا هو الموقف الحقيقى لإدارة الأهلى من بند الثمانى سنوات وهو وإن كنت أختلف معه إلا أنها الحقيقية التى تم تزويرها.

س: وما هى مشكلة النادى الأهلى مع وزير الشباب والرياضة؟

- الواقع يقول إن الأهلى امتثل للقانون ووضع لائحته،التى أتمنى أن يتم إقرارها فى جميع الأندية الكبرى، ولكنه يواجه عقبة أخرى وهى نسبة الحضور والمحدد لها بـ١٢٥٠٠ عضو على الأقل، وهو لم يعد يعترض على العدد ولكنه يعترض على صعوبة اجتماع هذا الكم من البشر فى وقت واحد لمناقشة اللائحة الجديدة. وتيسيراً على الأعضاء اقترح المجلس أن يتم عقدها على يومين فى مقرى الجزيرة ومدينة نصر والشيخ زايد تحت إشراف قضائى كامل ولكن اللجنة الأوليمبية ترفض والوزير الذى يؤكد أنه يدعم الديمقراطية يقف صامتاً ويتجاهل هذا الطلب فى التيسير على الناس، وظنى أن الأمر مازال فى يده واللجنة الأوليمبية واللائحة الاسترشادية لم تفعل عملها.

وأتمنى أن ينتصر للديمقراطية ويتدخل وييسر السبل لاجتماع الجمعيات العمومية للأندية كى تنقذ الرياضة المصرية من اللائحة الكارثية التى وضعتها اللجنة الأوليمبية بمشاركة بعض معاونيه.

س: لماذا لا يوضح إعلام الأهلى هذه الحقائق الدامغة ويقتل الفتنة فى مهدها؟

- لا يمكن لإعلام (القطط السيام) الذى يدافع عن الأهلى وقضاياه وحقوقه (بالنونوة) أن يقف أمام هذا المد الشرس من ديابة جائعة تريد أن تنهش اللحم حتى تصل لفريسة كبرى، فهذه القضايا المصيرية تحتاج إلى إعلام قوى مؤمن بحق الأهلى فى مستقبل يوازى تاريخه، إعلام يعمل بوجه واحد وليس بألف وجه.

س: أين رموز الأهلى ونجومه وأعلامه من هذه القضية التى ترسم مستقبل ناديهم؟

- هذا هو مربط الفرس الذى صغت من أجله مقدمة المقال فى المحن يظهر معدن الرجال ومن يحب ويعطى بلا مقابل ومن يحب ولا يعطى إلا إذا كان جالساً على المقعد.

صحيح أين حسن حمدى (لا تعليق) ومحمود الخطيب (المرشح المحتمل) وطاهر أبوزيد (الوزير السابق) وإبراهيم المعلم ود. حسن مصطفى وغيرهم.

س: لماذا لا يقفون على قلب رجل واحد من أجل لائحة مستقبل الأهلى.. ولماذا لا يدعون الأعضاء للحضور؟ لماذا يقفون صامتين وبعضهم شامتين وآخرين منفرين للناس من الحضور.. أليس هذا هو مستقبل الأهلى الذى يحبونه؟

- الاقتراع على اللائحة ليس تصويتاً لمحمود طاهر، بل اقتراع على مستقبل الأهلى.

■ ■ ■

ظهرت رانيا علوانى فى حوار تليفزيونى مع سيف زاهر وتحدثت فى غير موضع عن نتائج الكرة فى الأهلى وقالت إنها لا تعجبها وانتقدت الإدارة وطريقتها فى تسيّير أمور النادى. وأنا هنا لا أنكر على السيدة رانيا حقها فى الانتقاد والمشاركة فى الحفلة المقامة على النادى قبل الانتخابات ولكننى أعيب عليها أمرين.

الأول: إن كلامها لا يصح لأنها من المرشحين المحتملين الذين تم إبلاغهم (مع مرتجى والدرندلى والجارحى) للانضمام إلى قائمة المرشح المحتمل الخطيب ومبادئ الأهلى تحظر على المرشحين التعرض لمجلس إدارة يعمل على الأرض.

الثانى: نقص المعلومات، فجزء أساسى من أزمة الكرة التى عاشها الأهلى بعد رحيل مجلس (حسن- الخطيب)- وحضرتك معهم طبعاً- أنكم تركتم النادى مديوناً بنحو ١٦١ مليون جنيه، منها ٤٣ مليون جنيه لكرة القدم، ولم يكن فى الخزانة سوى٢٠٠ ألف جنيه وإذا وضعنا فى الاعتبار اعتزال النجوم الكبار أبوتريكة وبركات ووائل جمعة وعدم حصول الباقين على مستحقاتهم، ستكتشفين إذا كنت منصفة وليس مرشحة أن ما فعله المجلس الذى لم تتشرفى بعضويته إنجاز، حيث حقق لقب الكونفيدرالية الأفريقية لأول مرة فى تاريخ مصر وفاز بالدورى ثلاث مرات من أربعة وكل من الكأس والسوبر مرة واحدة، وهو إنجاز يستحق أن تتوجهى بالشكر والتقدير لمن أنجزه وليس التقطيع والضرب تحت الحزام، فهذه ليست مبادئ الأهلى التى نسمع عنها.

وفى الختام مازلت على موقفى بأن الانتخابات لم يحن وقتها، وعندما يحين سيكون هناك معلومات وحقائق مهمة حتى يحاسب كل مجلس على فاتورته أمام الجمعية العمومية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف