الوفد
فكرية أحمد
من غير زعل «فرمتوا» المحليات (21)!
«يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم.. هو كل يوم نصحى على ريحة المجارى الضاربة فى الشارع، وكل يوم نشوف منظر الدم فى الميه يطرطش علينا وإحنا ماشيين بسبب التكاتك والميكروباصات اللى بتسوق عميانى» كلمات يكررها سكان المعادى الجديدة والحى المجاور البساتين ومصر القديمة «الفسطاط» حيث مواسير المجارى لا تتوقف عن الانفجار «غيظاً وكمداً» لعدم صيانتها أو الاهتمام بتوسيعها وتصويب مساراها أو تطهيرها مما يقى السكان شر انفجارها مختلطة بالدماء القادمة من «المدبح»، سكان المعادى الجديدة فارقهم الشعور بأنهم فى «حى راق»، لا لشىء سوى أن المسئول بمجلس المدينة أو الحى لا يرى مشكلة فى تكرار انفجار مواسير المجارى.
إنه نموذج بسيط لما تعانيه شوارعنا وأحياؤنا، مجارى، قاذورات متراكمة، مقاهى منتشرة على الأرصفة بكل موبقات تدخين الشيشة وغير الشيشة، هذا فيما يتعلق بالشوارع والمسئول عنها المحليات.. المحليات مسئولة عن كل ماسورة صرف صحى، عن مياه الشرب والكهرباء، وعن كل مستشفى ومدرسة بالحى، مسئول حصص التموين، وعن البناء والتنمية، وإيجاد فرص العمل لأبناء المدينة، مسئولة عن كل مواطن فى محيط إدارتها، مسئولة عن البيروقراطية وانتشار فساد الموظفين «ادفع تنجز»، وفساد المحليات هو أخطر ما يواجه الجهاز الحكومى.
لذا انتخابات المجالس الشعبية أكثر أهمية للمواطنين من الانتخابات البرلمانية ولن أقل الرئاسية، ففى أدبيات الديمقراطية الشعبية الأصيلة، كلما كان مسار القرار من القاعدة إلى القمة، كان القرار معبراً، فالقاعدة هى المعبر الحقيقى عن إرادة المواطنين ومطالبهم ومشاكلهم، أما اقتصار القرارات على القمة إلى القاعدة، فهذا يعنى فردية القرارات بمعزل عن القاعدة الشعبية.
ومن هنا أطالب بإعادة «فرمتة» للمحليات، بإعادة هيكلة وصياغة، لأن الفساد بها «طمى» كالسيل حتى غاصت «الركب»، ولا أعتقد أن قانون الإدارة المحلية الذى فى الطريق إلينا سيكون وحده الكفيل بإصلاح منظومة المحليات، حتى وإن نجح بالفعل فى تطبيق اللامركزية، لأن هذا سيعنى إعطاء سلطات مالية وإدارية للمحليات، وهى سلطات ستفتح الأبواب أكثر أمام الفساد والسلب والنهب، لذا على التوازى من القانون يجب توعية وتنوير المواطنين لاختيار الشخصيات الصالحة الوطنية العاملة فى انتخابات المحليات، وأن يتم «تفوير» المحافظين الفشلة المتقاعسين، وأن تكون هناك رقابة حقيقة من الدولة والبرلمان على أداء المحليات لكشف الفساد والضرب بيد من حديد على الفاسدين.
وبمناسبة المحافظين والمحليات.. أوجه رسالة حارة لمحافظ الإسكندرية.. غادر مكتبك المكيف.. انزل لشوارع عروس البحر التى صارت عجوزاً شمطاء شوارعها قذرة، شواطئها مليئة بتلال المخلفات من كل نوع، الجالسين على أبواب الشواطئ يبتزون المصطافين بتذاكر ليس عليها أى سعر يحددونها وفقاً لأهوائهم، بجانب «إتاوة» جبرية يجب دفعها للبلطجى الذى سيفتح لك الشمسية، الإسكندرية ثروة سياحية هائلة تحولت بفضل الإهمال إلى شىء بشع، يقضى بعض المواطنين حاجتهم أسفل كباريها وجدرانها لانعدام «دورات المياه العامة»، وعليك يا سيادة المحافظ أن تقلب «الريموت كنترول» بمكتبك بحثاً عن شواطئ البلدان الأخرى، لترى جمالها ونظافتها ورمالها الناعمة والمياه التى يتم تطهيرها وتنظيفها دوماً لتمتع الزوار لا لتنكد عليهم وتمرضهم، وزر سيادتك منطقة «فيصل» بالإسكندرية حيث تنتشر المقاهى وأمامها سيارات الشباب الذى يدخن سجائر الحشيش «عينى عينك» دون وجود «رجل أمن واحد».. وللحديث بقية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف