الوطن
محمد صلاح البدرى
عزيزى المعارض المريض.. ربنا يشفى
ربما كان الحوار هو أول الطريق للوصول إلى الحقيقة الكاملة.. وأفضل الوسائل التى تخلق مجتمعاً قوياً صالحاً.. يستجيب لمتطلبات الدولة المدنية القوية التى نسعى إليها.. ولكننى أعتقد أن البعض لم يعد يصلح الحوار معه كوسيلة للإقناع.. لم يعد يصلح أبداً!!

أعرف أن البعض سيستنكر ما أقول كالعادة.. وربما أمطرونى بوابل الاتهامات بالعمالة والنفاق ومداهنة السلطة.. ولكننى اعتدت على هذا النوع من الهجوم.. هناك درجة من الظلم تصبح محاولة الرد عليها عبثية للغاية..! لا أعتقد أن أحداً لم يسعد بمشهد افتتاح قاعدة محمد نجيب العسكرية المشرفة.. ثم مشاهد مؤتمر الشباب الرابع المبهجة.. والتى تخللها مشهد سحق الدبابة المصرية للسيارة المفخخة فى كمين أمنى بسيناء.. لتصنع عقاباً درامياً شاعرياً أثلج صدورنا جميعاً.. الطريف أن البعض قد أثارته تلك المشاهد المتعاقبة التى تثبت عودة الدولة المصرية بقوة.. فبدأ فى إثارة التساؤلات المشككة فى كل ما يحدث وسيحدث مستقبلاً..!

لقد بدأ البعض فى التشكيك فى منشآت القاعدة العسكرية وجدواها.. بدأوا فى التشكيك فى جدوى ضخامة منشآت القاعدة العسكرية -غير العسكرية- مثل استراحات الضباط وضباط الصف.. وكأنه يستنكر أن يقيم ضابط الجيش الذى ترك أهله وماله وولده ليحمى حدود بلاده.. فى مكان لائق!!

إنه يستنكر على ضابط يضحى بحياته ما يتم توفيره فى أى شركة مقاولات عادية للعاملين فيها!!.. وكأنه يرى أنه لا حق لهؤلاء الجنود والضباط فى الحياة من الأساس!! ثم استمروا بعدها فى التسخيف من مؤتمر الشباب.. الذى أثبت أنه أفضل ما تم إنجازه لشباب هذا الوطن من عقود.. فأخذوا يكيلون الاتهامات لأدوات اختيار الشباب الحاضرين للمؤتمر.. ثم نوعية الأسئلة التى تم عرضها على السيد الرئيس فى تقليد لم يحدث من قبل فى مصر.. بل ولا أعتقد أنه قد حدث من قبل فى أى دولة فى العالم!! حتى مشهد الدبابة المصرية الذى جعلنا نشعر بالفخر الممزوج بالارتياح للانتقام من تلك العصابات التى أراقت من دماء أبنائنا وجنودنا ما ينزع عنهم صفة الإنسانية ذاتها.. لقد وجد من يتساءل عن كيفية معرفة قائد الدبابة أن من بالسيارة هم إرهابيون!! وكأنه يشكك فى العمل بأسره.. ويحاول نزع صفة البطولة عن جنود جيشه.. ليتهمهم بقتل بعض الأبرياء الذين يستقلون سيارة دفع رباعى ويقتحمون كميناً أمنياً ببعض الأسلحة البريئة!! المشكلة أن البعض يخلط بين المعارضة التى يتخذها مساراً له على طول الخط ضد النظام لتتحول دون أن يدرك هو نفسه.. إلى معارضة للوطن نفسه.. إلى رفض للدولة المصرية بالكامل!! وكأنه يستعير مبدأ الإخوان «يا نحكمكم يا نقتلكم».. ليتحول إلى «يا تسمعوا الكلام يا إما تفشلوا» وتسقط الدولة ولا نبالى!!

لا شك أن المعارضة البناءة هى جزء لا يتجزأ من متطلبات البيئة الصحية لمنظومة العمل السياسى فى وطن قوى.. ولكن حين تبدأ فى التحول من المعارضة إلى تشكيك مطلق فى ما تعرفه ولا تعرفه.. حين تفقدك التمييز بين ثوابت الوطن ومتغيرات النظام الحاكم الذى يصيب ويخطئ دون شك.. فإنها تصبح مرضاً عضالاً حقيقياً.. مرضاً تظهر أعراضه بوضوح كلما شهد الوطن نجاحاً أو تحقق إنجاز قوى.. مرضاً من ذلك النوع الذى يحتاج إلى علاج نفسى طويل.. ليتمكن أصحابه من الانخراط فى منظومة الوطن مرة أخرى!

عزيزى المعارض المريض.. إن معارضة من هذا النوع تفقدك استحقاقك للجنسية ذاتها.. تجعلك تتحول من عضو فاعل مفيد فى منظومة الوطن إلى عضو فاسد يستوجب العلاج.. أو الاستئصال!!

يرحمنا ويرحمكم الله!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف