الأهرام
أحمد عبد التواب
إفشالُ الدولة غَرَضٌ ثابت!
إذا لم يُدرِك البعض أن هناك عملا دءوبا لإفشال الدولة المصرية فهذا خطأهم، وسوف يكون قصورا منهم إذا لم يجدوا علاقات تربط السياسات الثابتة التى تدمِّر دول الإقليم واحدة بعد أخري، وإذا لم يروا عمليات الالتفاف حول مصر، وإذا تصوروا أنها مجرد مصادفة أن يظهر الإرهابيون بكل هذه الأعداد المجهزة متزامنين فى شرق مصر وغربها وجنوبها، وأن تعطى الملاذات لقياداتهم، وأن تُخصّص المنابر للهجوم على مدار اليوم، وأن يأتى الضغط بسد إثيوبيا وبضرب السياحة..إلخ. وأما إذا ارتبكوا أمام مظاهر الود لمصر فى المحافل الدولية وإزاء المعونات لمصر من بعض الدول وتوهموا أن هذا هو الأصل الذى يدحض كل ما سبق، فهم أبعد ما يكون عن استيعاب الآليات المعقدة التى تضبط العلاقات بين الدول فى زماننا.

والإرهاب هو أخطر الأسلحة ضد مصر هذه الأيام، وأما جماعة الإخوان فهى أس الإرهاب فكريا وتنظيميا وحركيا، وهى القلب الذى يمد سائر التنظيمات بالدماء وبالخبرات، التى منها تطوير مهارات التحور فى الشكل وتغيير الأدوات مع الثبات فى كل الأحوال على الغرض الأساسى الذى هو إفشال الدولة المصرية، بوهم أن هذا سبيلهم للوثوب على السلطة، ولجعل مصر المنطلق لتحقيق هلوسات أستاذية العالم..إلخ. وفى مسلسل الأعمال الإجرامية المتصل يمكن رصد الجريمة العمدية فى مطار القاهرة بقطع التيار الكهربائى وتخريب المولِّدات الاحتياطية، يومى الأربعاء والجمعة الماضيين، وقد أثبتت التحقيقات أن المتهمين على صلة بهذه التنظيمات.

ولقد حذَّر الرئيس السيسى بوضوح من مخطط الإفشال، الذى يجب أن تُحشَد فى مواجهته كل القوي، ليس فقط بأدوات الدولة ولكن بمشاركة الجماهير التى أعلنت موقفها واضحا منذ ما قبل 30 يونيو وحتى تجليات الصمود الأسطورى فى الجنازات المهيبة للشهداء. ومن المؤكد أن الدور الشعبى يزداد مع المزيد من المعرفة، ولن يقوم الإعلام برسالته بالكفاءة المأمولة إلا عندما تتولى مسئوليته كفاءات مهنية وسياسية، وأن تتاح لهم المعلومات الكافية التى بدونها لا يمكن القيام برسالة إعلامية حديثة يكون لها تأثير فعّال فى مواجهة مخططات الإفشال.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف