الجمهورية
صلاح الحفناوى
شبابك.. بين "شفتيك"
حاول أن تضحك وأنت تقرأ هذا المقال العلمي جداً.. وبالطبع سوف تجد أكثر من سبب للضحك. فأنت ستضحك إذا اقتنعت بما في هذا المقال من حقائق.. وستضحك أكثر لأنك مقتنع مثلي ومثل الكثيرين ان الضحك في هذا الزمن أصبح عزيزاً وأسبابه أصبحت نادرة.. هذا إن وجدت في الأصل.. وستضحك أكثر وأكثر عندما تكتشف ان أسهل وأبسط وصفة للصحة وللشباب الدائم.. وصفة الضحك والبهجة والتفاؤل.. هي أصعب وصفة يمكن أن نلتزم بها.
وربما تتحول ضحكاتك إلي "قهقهة".. عندما تكتشف انك مطالب بالضحك بعد أن تشاهد نشرات الأخبار.. وبعد أن تعرف الدرجات التي حصل عليها ابنك في الامتحانات.. برغم الدروس الخصوصية ومصاريف المدرسة الخاصة وحالة الحرمان القاسية التي فرضتها علي نفسك لكي توفر ما يكفي لتلبية احتياجاته التعليمية.. وبرغم حالة الجمود الوظيفي التي فرضت عليك والتي لم تتراجع أمام اجتهادك وتميزك وإخلاصك "الافتراضي" في العمل.
الحديث عن الضحك وتأثيراته الصحية.. أصبح هو حديث الساعة في مواجهة عصر الاكتئاب والقلق والتوتر وكل أشكال المشاعر السلبية.. الابتسامة الصافية دخلت مختبرات الأبحاث بعد أن تركت شفاه البشر.. لدراسة العلاقة بينها وبين المناعة والصحة.. بينها وبين أمراض القلب والشرايين.. بينها وبين أمراض ضغط الدم ومتاعب الدماغ.. حتي ان البحث عن الضحك.. أو عن طريق علمية معملية لإعادته إلي الشفاة.. أصبح يحظي بنفس القدر من الاهتمام الذي تحظي به محاولات البحث عن أسباب المرض في الجينات الوراثية.. والمحاولات المحمومة لاستنساخ كل شيء.. بدء من الحيوانات والنباتات وانتهاء باستنساخ البشر.
وبرغم ان وصفة الاستشفاء بالضحك صعبة التنفيذ.. إلا اننا نحاول البحث عن حولنا.. ونرضي بما نصل إليه حتي ولو كان مجرد ضحكة صفراء كالحة.. وسنبقي نحاول حتي يتوصل العلماء إلي أقراص تثير الضحك أو إلي جهاز ساحر يجعل المكتئبين يضحكون من القلب.
الأطباء ينصحونك بالبحث عن الضحك أينما وجد.. فالضحك يفجر قوة الشفاء الذاتي.. والبهجة تضاعف معدلات التعافي من أكثر الأمراض صعوبة والمشاعر الإيجابية.. القناعة والرضا والحب والتسامح والتراحم.. هي الوسيلة الوحيدة للانتصار علي ضغوط العصر وعلي أمراضه.. بل إن الضحك والفكاهة والتفاؤل أصبحت من الوسائل التي يستعين بها الأطباء إلي جانب تقنيات الطب الحديثة لعلاج مرضاهم.
وتبقي المشكلة فهي وصفة بطعم الفرح والمرح.. ولكنها للأسف ليست متوفرة في صيدلية الحياة ولا في مساحيق العطارين.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف