الأهرام
عبد العزيز محمود
الذاكرة المفقودة
قد تتسامح مرة، لكنك لا تتسامح مرتين، قد تندفع مرة، وبعدها تفكر مرتين، قد تحلم قليلا، ثم تستيقظ لترى الحقيقة، فالأحلام شيء، والواقع شيء آخر، والنظرية غير التطبيق، وكل تجربة تقدم درسا، وكل درس يحكى قصة، وأن تفهم متأخرا، أفضل من ألا تفهم أبدا.

وكلما فهمت أكثر، اتسعت دائرة الرؤية، وظهرت كل الأبعاد، ورأيت مالم تكن تراه، لا أحد يعلم الغيب، ولو علمت الغيب لاخترت الواقع، وربما تجنبت الواقع، ونحن مخيرون فيما نعلم، مسيرون فيما لا نعلم، وأحيانا يتحقق ما تتوقع، لكن ليس كل توقع صحيحا.

وحتى تتجنب الألم، لا تنبش كثيرا فى الذاكرة، النسيان نعمة، دع الماضي، وعش الحاضر، ولا تقلق على المستقبل، فقد لا يأتى الغد، وربما يكون التجاهل حلا، لا تتجاهل الأشخاص، بل الأفكار والمواقف، وكل ما يحبطك، ومهما كانت العقدة، هناك حل.

أحيانا تأتى الأشياء متأخرة، فى وقت تكون الاهتمامات قد تغيرت، والأولويات تبدلت، الزمن يغيرنا، كما يغير كل شيء، وما كنت تتمناه بالأمس، قد ترفضه غدا، ليس صحيحا أن ما يأتى متأخرا، أفضل مما لا يأتى أبدا، فما لا يأتى قد يكون الأفضل. حين تتدفق الذكريات، وتختلط الأفكار، وتمتزج الألوان، وتفقد الكلمات معانيها، من الأفضل أن تنسى أو تتجاهل، الذاكرة المفقودة حلا، لمن يريد الحل.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف