الأهرام
شريف عابدين
( إعلام النكسة )..عاد !
هناك من يحاول الآن إحياء (إعلام النكسة) حين كان الإعلام موجها في زمن حرب 67 يسوق الأوهام بين المصريين ويزيف انتصارات عسكرية اتضح لاحقا أنها أكبر كذبة لفقهاء الإعلام الإشتراكي حينذاك وأكثر عمليات غسيل أدمغة الشعوب فجرا.

وهناك الآن من وسائل الإعلام والمواقع الإليكترونية المصرية الشهيرة من يحاول إعادة صناعة إعلام (الأوهام), فبين الحين والآخر تخرج إلينا بعض تلك الوسائل بسذاجة بغية المزايدة السياسية وإثبات الولاء بأخبار عاجلة عن مظاهرات في قطر وأعمال شغب بزعم أن الحصار الإقتصادي علي تلك الدويلة الراعية للإرهاب أصاب القطريين والوافدين بالهلع وأن المئات يغادرونها خشية نفاد المواد الغذائية التي اشتعلت أسعارها .

المصيبة أن متلقي الرسالة الإعلامية,الذي ظن أن (إعلام النكسة) قد ولي من زمن,قد صدق في البداية تلك الأنباء القادمة من دويلة الإرهاب قبل أن يتضح زيف الرسالة الإعلامية التي يكذبها بسخرية أقارب يعيشون هناك أو القادميون منها.

ويبدو أن مقدمي مثل تلك الرسائل الإعلامية الخادعة قد اعتادوا العيش في انفصام وازدواجية وهم يمالئون سلطة لم تطلب منهم أن يخدعوا الشعب,ويبدو أيضا أنهم لم يقرأوا الشروط التي وضعتها دول مكافحة الإرهاب أمام دويلة قطر وأهمها إغلاق قناة الجزيرة لدورها التحريضي ونشرها للأكاذيب وتغييبها للرأي العام العربي.

فبعض القائمين علي وسائل الإعلام عندنا من يروجون للأخبار الخادعة وهم يسيرون علي درب أسلافهم رعاة إعلام (كله تمام) ,يفجرون رسالتهم بأيديهم ويمنحون إعلام (الدويلة) ما يعضده ويدحض الاتهامات الموجهة إليه بترويج حملات دعائية كاذبة ضد الأشقاء, ما دام بعض إعلامنا ينهج الطريق ذاته.

ربما نجحت الصحف الحكومية وبعض الخاصة حتي الآن في إدارة دفة التغطية الإعلامية للمواجهة مع قطر بشيء من الموضوعية والاتزان,لكن كالعادة يغيب الفكرالاحترافي حين تغلب العاطفة علي الأداء, وهناك سوابق لم يكن فيها الإعلام المصري عند حسن الظن, بدليل عدم تسجيله نجاحات مرضية في الدعاية للسياحة المصرية في الوقت الذي نلجأ فيه لشركات عالمية تحصل علي ملايين الدولارات لتوصيل صوتنا للخارج !
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف