الأهرام
هانى عمارة
الخبث الأمريكى فى أزمة الخليج
اذا أردنا فهم كواليس الأزمة الخليجية علينا العودة الى تسعينيات القرن الماضى عندما أوحت السفيرة الامريكية فى بغداد للرئيس الراحل صدام حسين بأن بلادها ستقف على الحياد فى نزاع عراقى كويتى فى وقت كانت العلاقات متوترة للغاية بين البلدين فى هذا الوقت.

ومع تتابع الأحداث وانكشاف المستور ظهرت النيات الامريكية الخبيثة فى انها نصبت كمينا لصدام ليبتلع الطعم القاتل و يتخذ قراره المدمر باحتلال الكويت ليدق بهذا التهور اول مسمار فى نعش الامن القومى العربى والذى وصل الى حالة التدهور مع احتلال أمريكا و حلفائها للعراق الى ان وصلنا لحالة الانهيار التى تعيشها المنطقة العربية حاليا.

فى تقديرى انه عقب القمة الأمريكية - الاسلامية التى شهدتها الرياض أخيرا، كان هناك خطاب صريح و لهجة حاسمة اتفق عليه الجميع لمواجهة صارمة وتصعيد واضح ضد الدول الراعية للارهاب، ومن هنا جاءت الخطوة التى اتخذتها كل من مصر والسعودية والإمارات والبحرين بفرض العقوبات ضد قطر كمرحلة اولى ما لم تغير من سياساتها. وعندما حاولت الدول الأربع التصعيد ضد السلطات القطرية لعدم التزامها بالمطالب التى تقدموا بها بعد انتهاء المُهلة المحددة دخلت أمريكا على الخط لتحبط هذه الخطوة حتى يبقى الصراع مستمرا ومعلقا ومفتوحا على سيناريوهات المستقبل والتى تمهد لمزيد من ابتزاز دول الخليج وتأجيج الخلافات والمواجهات وانفجار الموقف فى اى لحظة خاصة مع حالة التحفز من جانب بعض القوى الاقليمية ودخولها الى عمق الأزمة ومنها ايران و تركيا، علينا الحذر حتى لا يتكرر سيناريو حرب الخليج الاولى.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف