المساء
طارق مراد
عنق الزجاجة للأهلي والزمالك
يوم الامتحان يكرم المرء أو يهان..وهذا هو لسان حال نجوم الأهلي والزمالك قطبي الكرة المصرية وهم يخوضون مباراتهم الفاصلة والمصيرية والحاسمة في دوري المجموعات لدور الـ16 لبطولة الملايين الأفريقية للأندية الأبطال فالأهلي سيواجه القطن الكاميروني اليوم بينما يواجه الزمالك غداً أهلي طرابلس الليبي.. ومن حسن الطالع اقامة المباراتين داخل أرض الوطن ووسط جماهير القطبين والذين يحدوهم الأمل في تحقيق الفوز ونجاح سفيري الكرة المصرية في استكمال رحلتيهما بقوة في الأدغال الأفريقية للمنافسة علي كأس الأميرة السمراء الغالية.
وبنظرة موضوعية لظروف المباراتين سنجد ان مهمة الأهلي أسهل بكثير فهو سيواجه القطن الكاميروني التي أكدت النتائج ومستوي عروض هذا الفريق انه الأضعف والأقل خبرة وامكانيات فنية ومهارية فالقطن خسر أمام الأهلي بملعبه ووسط جماهيره وهو يتذيل مؤخرة المجموعة ويمكن القول ان الأهلي قادر ليس فقط علي تحقيق الفوز بل وبنتيجة كبيرة.. المهم الاستفادة من الفرص المتاحة.
أما بالنسبة للقاء الزمالك غداً مع البطل الليبي فلابد ان نتفق انه الأصعب لأن فرق الشمال الأفريقي العربي تمتلك الكثير من الامكانيات الفنية والمهارية فردياً وجماعياً بالإضافة لما يتمتع به لاعبوها من ذكاء كروي ووعي تكتيكي وهو ما يجعلها قريبة الشبه من أسلوب الكرة المصرية وبالتالي دائما تكون العقبة والمنافس الأقوي لأنديتنا علي الألقاب الأفريقية.
وانطلاقاً من هذا الواقع أكدت عندما أجريت قرعة دوري المجموعات لدور الـ16 كونها تضم فريقين من الشمال الأفريقي وهما اتحاد العاصمة الجزائري وأهلي طرابلس الليبي بينما تضم مجموعة الأهلي فريقاً واحداً من الشمال الأفريقي وهو الوداد المغربي والذي أرشحه للتأهل مع الأهلي اليوم لدور الـ8.
ولكن لابد أن نتفق ان معدن اللاعب المصري يظهر دائماً في المواقف الصعبة لذلك فإن لاعبي الزمالك ننتظر منهم تحقيق الفوز مهما كانت الصعوبات والتحديات حتي لو كان طلعت يوسف المدرب المصري المحنك هو الذي يقود أهلي طرابلس في تلك المباراة الفاصلة خاصة وانه لا بديل أمام نجوم الزمالك سوي تحقيق الفوز.. لأن أهلي طرابلس سيدخل المباراة ومعه فرصتان لتحقيق حلمه في التأهل لدور الـ8 وتتمثل في تحقيق الفوز أو التعادل.. ولذلك فإن الزمالك مطالب بالتركيز الشديد في تحقيق التوازن بين عمليتي الدفاع والهجوم وان يتجنب لاعبوه التهور الهجومي بحجة انه لا بديل عن الفوز.. لأن الاندفاع الهجومي بدون تأمين منطقة حارس مرماهم أحمد الشناوي حتي لا يجد الفريق الليبي ثغرة يصل بها لمرمي الزمالك ويربك حساباته ويزيد الأمر تعقيداً.
أري ان الفوز المحلي الذي حققه الزمالك علي الاتحاد السكندري يمثل دفعة معنوية هائلة للاطاحة بالفريق خاصة بعد تألق النجوم وفي مقدمتهم الحاوي أيمن حفني صانع ألعاب الفريق والذي تأكد استعادته لفورمته العالية بالاضافة لباسم مرسي هداف الفريق الذي عاد لغزو الشباك في هذا اللقاء.
وإذا كان نجح الزمالك في هذا الامتحان العسير فان لاعبيه سوف يثبتون علي أرض الواقع انهم جديرون بارتداء فانلة الزمالك نادي البطولات.. والتي تنتظر من لاعبيها القتال في الملعب والتحلي بإرادة الفوز.. أما إذا حدث العكس فإنني أتوقع ان يشهد الفريق عملية غربلة للتخلص من اللاعبين الذين لا يقدرون حجم ومكانة وهيبة القلعة البيضاء علي خريطة الكرة العربية والأفريقية والمحلية.
وعموماً فإن الأهلي هو الآخر مطالب بالحذر واحترام المنافس مثل الزمالك حتي يتمكنا معاً من عبور عنق الزجاجة التي وضعتهما في مأزق غاية في الخطورة بينما هما طبقاً لترشيحات الخبراء أن المنافسة علي كأس الأميرة السمراء الغالية سوف ينحصر بينهما.. ولكن كل ذلك في بداية البطولة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف