الأهرام
اسماء الحسينى
تحرير الموصل وعودة العراق
بالرغم من حجم الإنجاز الذى حققه العراق فى تحرير الموصل وتطهيرها من فلول تنظيم داعش الإرهابى، فإننا فى مصر والعالم العربى ننتظر عودة العراق وتحريره كله من جميع أسباب ضعفه وتشتته، فالعراق ركن مهم فى منظومة الأمن القومى العربى، وكان ضربه وتحطيم مؤسساته بدعاوى ثبت كذبها،ومنها امتلاكه لأسلحة الدمار الشامل، لم يكن فقط تحطيما وتدميرا للعراق، بل كان استهدافا للأمة كلها. وبعد حرب بوش - بلير الظالمة حاول عراق المجد التليد النهوض فباغتوه مرة أخرى بجرثومة ما يسمى تنظيم داعش.

والآن يتطلع العرب جميعا لليوم الذى يعود فيه العراق عزيزا قويا كريما معطاء مضيافا لكل بنى أمته..وقد كان ملجأ وملاذا للمثقفين العرب، وموطنا للملايين من المصريين والسودانيين والمغاربة واليمنيين والفلسطينيين وغيرهم، وكان علماء العراق يجوبون عواصم أوروبا والعالم المتقدم لنيل أعلى الدرجات العلمية للمساهمة فى نهضة بلادهم.

فى الحقيقة إن المأساة التى أدخل فيها العراق لم تكن مجرد رعونة حاكم، بل كانت مؤامرة مكتملة الأركان ومتعددة الأطراف فى واشنطن وتل أبيب، وما خفى كان أعظم، تآمر الغرب والشرق على العراق. وعلى العراقيين أدركوا أن بلدهم المجيد لن يعود قويا عزيزا إلا إذا ترابط أبناؤه حول العلم العراقى، وتخلوا عن المذهبية والطائفية والعرقية الضيقة والفساد، ففى العراق كل أسباب النهضة والتقدم، وما على أبنائه إلا استثمار هذه العوامل والتعلم من الثمن الباهظ الذى دفعوه طيلة السنوات الماضية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف