الأهرام
عادل صبرى
فتنة "سناجل " غادة ورمضان !
عندما ضاعفت الحكومة سعر تذكرة مترو الأنفاق منذ شهور توقع الكثير إنخفاض اعداد مستخدمي المترو ولكن عكس كل التوقعات استمر الحال علي ماهو عليه من زحام ركاب المترو.
ولكن المفاجأة الحقيقية كانت منذ أيام بعد زيادة أسعار البنزين توقع الكثير إنخفاض أعداد السيارات في الشوارع ولكن حدث العكس فالسيارات مكدسة بالشوارع أكثر من قبل وكأن البنزين لم يتم زيادة سعره ولو جنيه واحد أيضا.

نفس المشهد تكرر أمام المطاعم والتي رفعت أسعارها بعد ساعات قليلة من رفع أسعار الوقود فوجدت أعدادا كبيرة تقف أمام هذه المطاعم ومحلات العصير وكأن الأكل والشرب يتم بيعه مجانا.

ومع صرخات المصريين من نار الأسعار وازاي حنعيش في ظل جشع التجار نجد أعدادا كبيرة تقف أمام سينمات مصر وتدخل لتجد الغالبية تطلب مشروبات وأكل داخل السينما بسعر أغلي من سعرها خارجها ونقرأ بعدها ارقاما فلكية تجاوزت عشرات الملايين دفعها رواد السينما بحثا عن السقا ورمضان وهنيدي.

وفجأة وبعد ارتفاع الأسعار بيوم وليلة قضاها سناجل المصريون علي مواقع الشات والفيسبوك بين معترض ومؤيد ومن سيهاجر من البلد وآخر يدعو لثورة جديدة وآخر يدعو لإقالة الحكومة تبخر كل ذلك وإتحد غالبية المعارضين والمؤيدين في ليلة واحدة ليسجلوا مليون مشاهدة لفيديو غادة عبد الرازق و2 مليون مشاهد بحثوا عن الفيديو ولكن لم يحالفهم الحظ والتوفيق لمشاهدته بعد رفعه من اليوتيوب.

نفس التناقض الذي يمارسه الشعب يتكرر في برلمانه فبعد صرخات السادة الاعضاء واصرارهم علي أن تيران وصنافير مصرية وتقديم بعضهم استقالته إحتجاجا علي قرار المجلس نجد أن تقديم الإستقالة كان مجرد شو إعلامي فلم يتقدم أحدهم رسميا بهذا القرار .

قرار زيادة الأسعار أصبح امرا واقعا فبدلا من الصراخ والعويل ولطم الخدود لماذا لا نحاول ترشيد نفقاتنا ونحن نعرفها جميعا فنحن ندفع المليارات سنويا لشركات المحمول لمكالمات يمكن الاستغناء عنها، وندخل السينمات بملايين الجنيهات لأفلام أغلبها ضرب وقتل وشتيمة ومشاهد أكشن مضروبة، وندفع الملايين أيضا لدخول مطاعم الأكلات الجاهزة ومحلات العصير والتي قد يسبب بعضها الأمراض المزمنة ونحن نقرأ من وقت لآخر أخبارا عن إغلاق مطعم شهير لوجود لحوم فاسدة فيه، وندفع الآلاف في مدارس خاصة ولغات وبريطانية وأمريكية لمجرد "المنظرة الكذابة" ونسينا أن البيت هو المعلم الأول .

الحل الآخر ويروج له أعداء مصر هو نزول الشارع وثورة جديدة وما سيتبعه من فوضي وتعطل مصالح الناس واندساس بعض الجماعات الإرهابية والبلطجية داخل صفوف الشعب لتسخين الشارع ونزول الجيش مرة أخري تاركا معركة القضاء علي الإرهاب في سيناء ومعركة بناء مصر الحديثة، فهل هذا الحل سيعيد الأسعار لما كانت عليه ..

أفيقوا يرحمكم الله ..
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف