الأهرام
احمد عمر هاشم
مع العلماء .. بشائر عيد الفطر
للأعياد فى الإسلام منزلتها الكريمة‏,‏ ومكانتها العظيمة‏,‏ فهى تعود على الأمة الإسلامية فى كل عام‏,‏ حاملة الخير التام‏,‏ والفيض العام‏.‏ وهى أيام خير وبركة‏,‏ وفضل وإنعام‏,‏ من الله تعالي‏,‏ وكلمة العيد مشتقة من العود‏,‏ لأنه يعود فى كل عام‏,‏ ولأن الله تعالى يضفى على عباده من عوائد الخير والمغفرة والإحسان فيه‏.‏ وعيد الفطر يحمل بين طياته الشكر والفرحة لقيام أمة التوحيد ونزول أول فيض ربانى من الوحى الإلهى فى رمضان بأول آية من القرآن نزولا” اقرأ باسم ربك الذى خلق” وبأول غيث من رسالة السماء يتدارك هذه الأمة‏,‏ وأول لبنة فى قيام أمة التوحيد ودعوة الإسلام ببعثة خير الأنام وخاتم المرسلين عليه الصلاة والسلام‏.‏ عن أنس رضى الله عنه أنه قال‏:‏ قدم الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فى الجاهلية‏,‏ فقال‏:‏ “إن الله تبارك وتعالى قد أبدلكما بهما خيرا منهما‏,‏ يوم الفطر ويوم النحر”.

وفى يوم الفطر تتحقق فرحة المؤمنين بتوفيق الله لهم بأداء عبادة الصيام والقيام‏,‏ كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ “للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه”، وهو يوم الجائزة‏,‏ كما قال رسول الله‏:‏ إذا كان يوم عيد الفطر وقفت الملائكة على أبواب الطرق فنادوا‏:‏ اغدوا يا معشر المسلمين إلى رب كريم‏,‏ يمن بالخير ثم يثيب عليه الجزيل‏,‏ لقد أمرتم بقيام الليل فقمتم وأمرتم بصيام النهار فصمتم وأطعتم ربكم فاقبضوا جوائزكم‏,‏ فإذا صلوا نادى مناد‏:‏ ألا أن ربكم قد غفر لكم فارجعوا راشدين إلى رحالكم,‏ ويسمى ذلك اليوم فى السماء يوم الجائزة.

وأباح الإسلام فى الأعياد الترويح عن النفوس‏,‏ والمرح الحلال البعيد عن المحرمات. وشرع الإسلام فى عيد الفطر زكاة الفطر قبل صلاة العيد وقبل اجتماع الناس ببعضهم لتتم المواساة أولا‏,‏ كما دعا الإسلام إلى صلة الرحم والتزاور والمصافحة والإصلاح‏,‏ والتسرى عن النفس مما أصابها من كدح فى الحياة‏,‏ ومشقة ومعاناة‏.‏ ففى يوم عيد الفطر تذكير بنعمة الله على الخلق بالتشريع السماوى الذى أخرج الناس من الظلمات إلى النور‏,‏ وهذا التشريع كان أساس بناء الدولة الإسلامية دولة التوحيد والإيمان‏,‏ كما أن يوم الأضحى يوم إكمال الدين وفى العيد يتم أكبر اجتماع ممكن‏,‏ بعد أن اجتمع المسلمون كل يوم خمس مرات فى الصلوات الخمس ثم على مستوى الحى أو البيئة‏,‏ ثم يجتمعون اجتماعا اكبر كل أسبوع فى صلاة الجمعة‏,‏ ثم يجتمعون اجتماعا أكثر عددا فى كل عام مرتين فى عيدى الفطر والأضحى‏,‏ كل ذلك ليتعودوا على الاجتماع ووحدة الصف ووحدة الهدف‏.‏

وعلى المسلمين فى هذا اليوم أن يتواصلوا وأن يهنيء بعضهم بعضا قائلا‏:‏ تقبل الله منا ومنكم‏.‏ هذا ويحرم صوم يوم العيد‏,‏ حتى يتوفر المؤمن على طاعة الله تعالي‏.‏ وله أن يصوم ستة أيام من شوال‏,‏ لما روى عن أبى أيوب رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ “من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر”.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف