الأخبار
د . رفعت السعيد
الديمقراطية سراب أم حلم أم معركة متصلة؟ (
وقد نجح النديم في أن يقود منظومة جماهيرية قوية وكان قادراً علي تهييج الجماهير وتحريكها ولأنه منح الفقراء محبته فقد بادلوه حباً بحب وشن هجمات ضارية علي الأغنياء واصفاً إياهم بأنهم حمير المال.
وفي مقال له نشره في مجلة »التنكيت والتبكيت»‬ ينشر النديم حواراً مع تلميذه: فيقول »‬الشوري هي غرس الأفكار في ارض التبادل وسقيها بماء الحرية لتنبت العدل وتزهر الحق وتثمر العمران. وفي حفل تمثيلي أقامته جمعية المقاصد الخيرية قام تلاميذ النديم بتقديم مسرحية عنوانها »‬السعد وطالع التوفيق» وتمادي فوجه الدعوة للخديوي توفيق ورياض باشا (الذي كان لا يطيق العرابيين ولا النديم) وبدأت المسرحية في الهجوم علي شخصية أسماها النديم »‬الواد الأهبل - والديك الرومي والإسقاط علي الخديوي واضح جداً لكن توفيق ربما بسبب عدم إتقانه اللغة العربية أو بسبب غفلته كان يضحك مسروراً جدا حتي لفت رياض نظره». ومرة أخري يمزج النديم (وكانت هذه عادته) دفاعه عن الحرية والديمقراطية بإشهار الهجوم علي الأغنياء.. وفيما يخوض العرابيون معركتهم الصعبة في كفر الدوار وإذا يستشعرون الخوف من اقتحام الانجليز لقناة السويس وإنزال قواتهم لتتجه نحو القاهرة أسرع الجيش العرابي إلي التل الكبير وشارك السلطان العثماني في الجريمة فأرسل ألافاً من نسخ مجلة الجوانب تقول »‬بأمر مولانا السلطان يعتبر العرابيون بغاة عصاه» فتنفض الجموع ويستسلم عرابي - ويهرب عبد الله النديم ورصدت الحكومة مبلغاً كبيراً لمن يدل علي مكانة وكان النديم ولأمد طويل ينتقل محتمياً بأحضان الشعب الذي أحبه وذات يوم وكان النديم متنكراً في زي درويش زائراً هو وتابعه لأحد العمد دخل مأمور المركز ومعه بعض العساكر وتأمل الدرويش وغادر سريعاً وأدرك النديم أن المأمور عرفه وخشي أن يكون قد ذهب ليحضر قوة من البوليس وفيما يستعد للمغادرة حضر عسكري علي صهوة جواد مسرع وسلم سيدنا الدرويش مظروفاً من البيك المأمور وقرأ النديم ما كتبه المأمور:
ولقد نذرت إذ لقيتك سالماً/ لأقبلن مواطئ الأقدام
ولاثنين علي سجاياك التي/ حثت علي التحرير والأقدام..ويواصل النديم هروبه في أحضان الشعب.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف