المصرى اليوم
أسامة خليل
انتصار الزمالك فى موقعة المقاصة يكشف «عورة» اتحاد «المهلبية»
كم أسعدنى وأثلج صدرى وبلّ ريقى فى نهار رمضان قرار محكمة القضاء الإدارى بإعادة مباراة الزمالك والمقاصة، ومبلغ سعادتى أن هذا الحكم سيكشف حجم الضعف والهوان و«قلة الحيلة» و«الخيبة» فى السيطرة وإنفاذ اللائحة على الأندية.. فالزمالك بعنترية تحسب له فى حماية ما يظن أنه حقه ضرب عرض الحائط باللوائح والقواعد والقوانين المنظمة للعبة وقرر أن ينقل مشكلته إلى القضاء الإدارى وهو أمر محرم ومجرم فى لوائح الفيفا واتحاد الكرة المصرى، ومن حسن الطالع أن المحكمة اقتنعت بحجة الزمالك وقررت إعادة المباراة.. والكرة الآن فى ملعب اتحاد الكرة.. ماذا سيفعل؟ وهل سيضع رأسه فى التراب مثل النعام ويستجيب لقرار المحكمة أم يستشكل فى الحكم لتعطيل تنفيذه ويلجأ هو الآخر للقضاء مثل رئيس الزمالك أم أن اتحاد الكرة سينتصر للوائح ويحترم قواعد الفيفا ويقرر معاقبة الزمالك لأنه لجأ إلى القضاء العادى فى أمر يخص شأناً فنياً؟

الأكيد، وفقا لمعرفتى بشخصية أغلب أعضاء اتحاد الكرة ورئيسهم، أنهم سيفعلون أى شىء إلا أن ينتصروا للائحة ويحموا القواعد، فالانتصار لها واحترامها يعنى مواجهة رئيس الزمالك وعقابه فوراً ودون تردد على خطئه باللجوء للقضاء، وهو عقاب قد يصل أعلى درجاته إلى الإيقاف والشطب، واتحاد الكرة لا يملك الشجاعة لاتخاذ هذه الخطوة، وكيف تتأتى له الجرأة لهذه المواجهة وهو الذى استدعى لجنة الأندية لاجتماع قبل أسبوعين لشحنها ضد رئيس الزمالك وتنفيذ حيلة قديمة ومكشوفة لاستبعاده من رئاسة اللجنة؟ ولكن أضعف الإيمان فى هذه الحالة أن يرفع اتحاد الكرة أمر نادى الزمالك إلى الفيفا ليستبين منه عقوبة النادى الذى يخرق اللائحة المحلية والدولية ويلجأ للقضاء، خاصة أنه لا يوجد بند صريح على عقوبته فى لوائحنا، فهل هذا أمر صعب؟

الأكيد أن هذه الأزمة إما أن تسقط هيبة وشرعية الاتحاد أو تحفظ كرامته وتعيد له احترامه أمام الأندية.

ومن أزمة إهانة اتحاد الكرة وقبوله الإهانة عن طيب خاطر فى مباراة الزمالك والمقاصة، إلى جدول المباريات الأخيرة فى الدورى الممتاز وكأس مصر والبطولة العربية وارتباطات منتخب المحليين ومشاركة الأهلى والزمالك فى البطولة الأفريقية.. فالواقع يقول إن لجنة (الحاجة) المسابقات بالتعاون مع «اتحاد المهلبية» وضعتنا فى مأزق صعب يهدد وصول منتخبنا إلى نهائيات كأس العالم، وقبل أن أصف حجم الأزمة التى نحن فيها أريد أولاً أن نتفق على الأهداف التى من المفترض أن المنظومة تسعى لتحقيقها وتوفر كل السبل وتزيل كل العوائق نحو الوصول لها.

الهدف الأول: وصولنا إلى مونديال روسيا 2018، وهو حلم كل المصريين عن بكرة أبيهم، باختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم وأعمارهم، فمنذ ٢٨ عاماً لم نصل لكأس العالم، ولكن هذه المرة قطعنا شوطًا لا بأس به نحو تحقيق الحلم.. ومباراتانا القادمتان مع أوغندا فى أوغندا يوم ٢٨ أغسطس القادم والعودة بعدها بأسبوع ٢ سبتمبر، ومباراتان شبه فاصلتين فى مشوارنا، ومن المفترض والطبيعى والمنطقى أن نوجه لهما كل اهتمامنا، ونصوغ جدولنا ومسابقاتنا من أجل تحقيق أفضل النتائج.

الهدف الثانى: التعاون من أجل تحقيق الأندية المصرية الأهلى والزمالك وسموحة أفضل النتائج فى البطولات الأفريقية للأندية.

والجميع يعلم أنه لا يمكن تحقيق هذين الهدفين إلا بلاعبين جاهزين ومستعدين.. وهذا الشرط لا يتحقق من قريب أو بعيد فى ظل ضغط المباريات الذى وضعنا فيه اتحاد الكرة وغباؤه، فوفقاً لجدول لجنة الحاجة، لجنة المسابقات، فإنه بمجرد انتهاء الدورى سيخوض ناديا الأهلى والزمالك البطولة العربية فى الفترة من ٢٢ يوليو إلى ٥ أغسطس، وهى البطولة التى وافق على المشاركة فيها اتحاد الكرة من منطلق سياسى، وكأن علاقتنا مع أشقائنا العرب لن تتوحد إلا بهذه البطولة، وبعد البطولة العربية تعود الفرق لاستكمال بطولة كأس مصر التى ستقام باقى مبارياتها فى الفترة من ١٠ إلى ٢٠ أغسطس، أى قبل أسبوع من لقاء أوغندا، وخلال تلك الفترة تشارك الأندية فى البطولة الأفريقية، وبينهما تجمع لمنتخب المحليين.

هذا العدد اللانهائى من المباريات فى هذه الفترة القصيرة يقول إن اللاعبين سيصلون إلى مباريات تصفيات المونديال، وبالأخص لاعبى الأهلى والزمالك، وهم مستهلكون ومستنفدو القوى بدنياً وفنياً ونفسياً، فضغط البطولات والصراع للفوز بها يؤدى إلى إجهاد بدنى وذهنى رهيب، فبالله عليكم كيف نطلب من كوبر أو أعظم مدرب فى العالم أن يفوز وأسلحته مستهلكة.

وإنقاذاً لهذه الأزمة، وحلاً لجزء من تلك المعضلة التى وضعنا فيها اتحاد المهلبية، وحرصاً على تحقيق أهدافنا الكبيرة، فإلغاء بطولة الكأس هو الحل الأنسب.. فهل يفعلها اتحاد الكرة أم أنه يخشى غضب الشركة الراعية التى يعمل لصالحها أربعة من أعضاء مجلس الإدارة؟

■ ■ ■

انتقدت جماهي ر مواقع التواصل الاجتماعى فريق الكرة بالأهلى بشدة وعنف على تلبيته دعوة إفطار السفارة السعودية فى نفس اليوم الذى صدر فيه قرار مجلس الشعب بنقل ملكية جزيرتى تيران والصنافير المصريتين إلى الشقيقة السعودية، وهو ما اعتبره الكثير توقيتا غير مناسب وفيه إقحام لفريق الكرة فى مشهد سياسى ملتبس بين البلدين بخصوص الجزيرتين.. وهنا أريد أن أوضح بعض النقاط كى نفهم المشهد:

أولاً: السفير السعودى أحمد القطان، الذى بادر بتوجيه الدعوة، معروف بأنه أهلاوى الهوى والانتماء، ويعيش داخل النادى الأهلى منذ ما يزيد على ثلاثين عاما، وأغلب صداقاته الحميمة فى مصر تكونت داخل النادى الأهلى، واذكر أنه كان صديقاً حميماً للكابتن حسن حمدى حتى وقت قريب، عندما وقع خلاف بينهما بسبب قطعة أرض باعتها الشركة العقارية التى يملكها حمدى وأحمد نافع، نجل إبراهيم نافع، رئيس مجلس إدارة الأهرام السابق، واكتشف بعدها أنها أرض زراعية، وبغض النظر عن التفاصيل، إلا أن الخلاف لم يمنع القطان من الإبقاء على علاقته وتواجده فى الأهلى حتى بعد تعيينه سفيراً للسعودية فى مصر، وهذه القصة أذكرها لتوضيح خصوصية علاقة الرجل بالأهلى.

ثانياً: موعد الإفطار تم تحديده سلفاً، ولم يقصد به أى تلميح أو دعم سياسى أو تدخل فى قضية تيران وصنافير، خاصة أن السفارة السعودية التزمت الصمت تجاه هذه القضية تماماً فى ظل أن هناك مصريين يدافعون عن سعودية الجزيرتين أكثر من الأشقاء السعوديين أنفسهم.

ثالثاً: وهذه هى النقطة الأهم من وجهة نظرى، فإدارة الكرة بالأهلى وقعت فى خطأ كبير وفادح، وكسرت تقاليد وقيما راسخة عندما وافقت على تلبية اللاعبين الدعوة، ففريق الكرة لا يشارك فى أى محافل أو مؤتمرات أو دعوات إفطار أو سحور أو غداء أو عشاء على شرف سفارة أو رجل أعمال أو شركة أو مؤسسة.. ففريق الكرة ليس نقوطا فى فرح، يستخدم لمجاملة سفير أو وزير أو أى شخص أياً كان، أو مؤسسة مهما بلغ عطاؤها أو ارتباطها بالإدارة، فهذا الأمر يقلل من قيمة وقدر المؤسسة والعاملين فيها، ويعرّضها للانتقاد والاشتباك ويقحمها فى مشاكل.

فمثلا ماذا يكون الحال لو تمت دعوة فريق الكرة للأهلى لحضور احتفال سفارة الإمارات أو الكويت بالعيد الوطنى لها أو دعوته للإفطار أو السحور فى أى سفارة أخرى؟ فعدم تلبية الدعوة سيجعل الأهلى مثار لغط وتساؤل: لماذا تلبى دعوة السعودية ولا تلبى دعوة الإمارات أو السودان أو غيرها من سفارات الدول الشقيقة، وماذا يمنع أن يلبى فريق الكرة دعوة رجل أعمال يمول الصفقات أو مؤسسة راعية للفريق تريد أن يتمظهر صاحبها بفريق الأهلى؟

وسريعاً، جاء عقاب الاستهتار وعدم التركيز قبل السفر للمغرب بالخسارة بثنائية أمام فريق الوداد المغربى (الضعيف فنيا) وحظ أوفر فى حفل الإفطار القادم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف