الجمهورية
محفوظ الأنصارى
هل من فرصة .. للصمود.. أم أن النهاية .. اقتربت؟!!
سلسلة متصلة. من البيانات والمعلومات. والتصريحات.. وسلسلة أخري.. متفرقة. وغير مترابطة..
لكن جميعها.. المتصل.. وغير المترابط.. تدور جميعها. حول حقيقة. مؤكدة أو شبه مؤكدة.. تثبت أن:
العالم العربي.. تديره. وتحركه مؤامرة متعددة الأطراف.. عالمية.. وإقليمية.. ومحلية.
تعمل جميعها. من أجل هدف موحد.. هو:
القضاء علي وحدة العالم العربي.. وإثارة الفتن بين أطرافه. وعناصره.. وتفتيت وحدة دوله.. وتعميق انقساماته وخلافاته.
وعلي عكس ما يعلنه. ويصرح به. زعماء العالم العربي.. إلا أن ممارسات هؤلاء. تسير في الاتجاه المعاكس تماماً.. بل تذهب هذه الممارسات. في اتجاه معارض. ومخالف تماماً. لما يعلنون. ولما يصرحون به.
ليس الدليل علي هذه الحقيقة.. فقط:
موقف منظمة التحرير الفلسطينية من قطر.. خاصة خلال هذه الأزمة الحالية مع "الدولة الصغيرة قطر".. والتي لم يعلن رئيسها محمود عباس. موقفه من هذه الدولة.. دعماً وتأييداً لموقف عدد من الدول العربية. التي قطعت علاقاتها مع الدوحة.. وأن السبب في عدم التحاق "السلطة الفلسطينية" بدول المقاطعة.. هو:
الاستثمارات الخاصة بأبناء "محمود عباس" رئيس منظمة التحرير. والتي تجري. وتمارس. في دولة قطر.. الدولة الممولة والراعية للإرهاب.
يؤكد هذه الحقيقة ويدعمها.. ما خرج من معلومات.. علي لسان "إخوان الجزائر".. التي تؤكد وجود ارتباطات وعلاقات تعاون أسرية. تربط "الدوحة" بإسرائيل.. فضلاً عن ارتباطاتها بعناصر "حسم".. هذا الفرع الخارج من تنظيم الإخوان الدولي.. وقيام المخابرات القطرية بتدريب أعداد من الإرهابيين. منتمين. "لحسم".
* * *
ينتقل التآمر في نفس الوقت.. إلي داخل المجموعة "المتجانسة" والمتحالفة عربياً. وهي مصر والسعودية. والإمارات. والبحرين.. حيث يجري الترويج لخلق "فتنة".. تبدو ظاهرياً "بريئة". وهي الهجوم علي إنتاج مصر.. من "الفراولة". التي يتم تسويقها للدول العربية. وغير العربية.
فعلي الرغم من أن موسم تسويق "الفراولة" المصرية في شهر نوفمبر من كل عام.. توجد الآن حملة مكثفة.. وفي جميع الاتجاهات. ضد الفراولة المصرية.. والتي لا تتواجد في الأسواق الآن. بسبب عدم وجود موسم لتسويقها الآن.
وهذه الحملة تتم إشاعتها. من قطر إلي تركيا. إلي إيران.. وحتي السعودية.. والفرصة.. والسبب. هو المساهمة في حصار "مصر".. ووقف التعامل مع منتجاتها.
والملفت للنظر في نفس الوقت. هو أن الولايات المتحدة الأمريكية. ليست بعيدة عن هذه التصرفات المشبوهة ضد مصر.. لدرجة أن بعض الأخبار والمعلومات المثارة.. تشير إلي أن قطر تقوم بالترويج الآن.. لمخطط "أمريكي.. إيراني". يستهدف إقامة "إقليم جديد بالعراق". توكل السيطرة عليه. وإدارته لجماعة الإخوان المسلمين وفروعها.
بل ذهب الحال إلي إعلان تركيا عن رغبتها في إقامة أو إنشاء قاعدة عسكرية تركية في مصر.. وهذا في الحقيقة والواقع أمر. مناف تماماً. للسياسة المصرية.. والسلوك المصري. داخل الإقليم وخارجه.
والمسألة ليست ما إذا كان مثل هذا القول. أو الدعوة لإقامة مثل هذه القاعدة.. صحيحة أم لا.. وهي بالتأكيد ليست جادة. وليست صحيحة.
لكن يظل الهدف من إثارتها.. والدعوة لها.. كذباً.. أو صدقاً.. هو أن يمتلئ المجتمع السياسي. العربي. والشرق أوسطي. بالعديد من الدعاوي. والأكاذيب. والشائعات.. والتوجهات.
من أجل أن تستمر حالة.. اللخبطة.. والفوضي.. والخلافات.. والصراعات حتي تتمكن قوي الاستعمار الدولي.. والقوي الباحثة عن دور ومكانة.. إضافة إلي العملاء والأتباع المحليين.. من الفوز.. بغنيمة هنا.. أو وقيعة هناك.. تستخدم كنقطة انطلاق نحو مستقبل. يضع نهاية الكيانات العربية القائمة.. وعلي رأسها مصر.
* * *
كما سبق القول.. الشائعات. والأكاذيب.. وقصص الوقيعة والخداع.. تملأ الساحة العربية والإقليمية.. وهي وعلي الرغم من التناقضات التي تملأ هذه الحكايات.. إلا أنها لا تتوقف.. فمن حديث يتردد عن.. محادثات تجارية.. بين "السعودية.. وإسرائيل" خوفاً. وتحسباً. من هجوم وتآمر إيراني. تشنه هذه الدولة. "إيران" علي المملكة. وعلي الخليج.
إلي حكايات أخري.. تتردد ويجري ترويجها.. تقول إن التنظيم الدولي للإخوان. يتحرك من المغرب العربي. في اتجاه قلب المنطقة. والأزمة.. يستهدف اتخاذ كل ما يمكن من إجراءات لإنقاذ "تميم".. وأن هذا التحرك.. يستدعي في نفس الوقت "تركيا" للتدخل. والمساهمة في عملية الإنقاذ!!
ما تكشف عنه كل هذه التحركات والتصرفات.. هو.. أن الطرف المعادي.. والحامل للمؤامرة الموجهة ضد المنطقة العربية.. هو أن الطرف الآخر.. يعمل.. ويتحرك.
يجمع الحلفاء والأتباع والعملاء. ويوظفها ويستغلها في كل اتجاه.. بينما نحن لا نعمل بجدية.. ولا نواجه بعزم وحسم. ولا نوحد صفوفنا وقدراتنا في الاتجاه الذي يؤدي إلي خيبة وفشل المتآمرين.
وربما إلقاء نظرة سريعة علي "قطر".. وأمير قطر.. وما يصدر عنه من تصريحات. وممارسات.. يكشف لنا.
أنه علي الرغم من القرارات القوية والمهمة التي خرجت عن المجموعة الخليجية. ومصر.. ضد "الدوحة".. ومحاصرتها. وعزلها.. إلا أن عدداً من دول العالم.. سواء من داخل الإقليم. أو من خارجه مازالت لا تتحرك ولا تتصرف. ولا تتخذ مواقف واضحة وحاسمة ضد دولة "الإرهاب".. علي الرغم من كونها "كيان" ضعيف.. من ناحية الحجم.. ومن ناحية الإمكانيات والقدرات.
فلا هي "قوة بشرية" يعتد بها.. ولا هي كيان له وزنه. وحجمه وتأثيره.
فقط.. هي قدرة مالية.. تفيض عن قدرات الكيان نفسه.. ربما كانت مؤهلة "للعب" دور. مروج الفتنة.. وشراء الذمم.. لكن أكثر من هذا لا شيء.. وإذا كانت هناك فترة زمنية. برز فيها دور هذا الكيان مثير الفتنة.. فإن هذه الفترة. وخاصة الآن. أشرفت علي الزوال والانتهاء.
فلا يمكن عند مقارنة سليمة. وصحيحة.. بين:
حجم قطر. وإمكانياتها ودورها..
وبين حجم دولة إقليمية كبري كالسعودية.. سواء من ناحية الثروة.. أو السكان.. أو الحجم.. أو الدور القائم والفاعل.
ولا بين قطر.. وبين الإمارات.. أو غيرها من دول الإقليم. ومن يتشكك في هذه الحقيقة.. عليه أن يعلن اختياره وانحيازه.
مع السعودية.. والإمارات.. والبحرين.. ومصر.. وغيرها من دول الإقليم. وما بعد الإقليم.
أو مع "قطر".. ومن يحاول أن يدافع عنها. أو يدعمها.. أو حتي ينحاز إلي توجهاتها المشبوهة.
فقد انتهت المرحلة التي تم فيها تجنيد الدوحة للعب دور يتولاه دائماً "الصغار".
وأصبح الإقليم بمجمله.. وبارتباطاته الدولية والإقليمية. في حاجة إلي نوع من الترابط والتماسك.
وأعتقد أن ما تم بين الرياض.. وبين واشنطن.. من اتفاقات. وصفقات.. يمكن أن يقنع المترددين بأن الخيار والحسم.. واضح ونهائي.. حتي وإن بدت بعض المظاهر.. وبعض التصرفات. التي تشير إلي عكس هذه الحقيقة.
وهذا التلكؤ.. والتردد الظاهر.. في عدد من مواقف بعض الأطراف.. ليس إلا تأثيراً "شاحباً".. من جانب البعض.. لا يمكن له أن يصم.. أو يستمر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف