أستحوذت دراما رمضان هذا العام ايضا على حالة كبيرة من الجدل وكأن ما وجه من انتقادات عن مثيلاتها فى الاعوام السابقة قد ذهب فى مهب الريح ولم تستفيد منه أى جهة مسئولة ، إلا أنّ الملفت بحق هذا العام هو حالة الغزو الاعلانى التى نشاهدها على الشاشات بظهور الفنانين الذين تخطت أجورهم الملايين مما لفت الانتباه.
فلا اكاد أصدق ما اسمعه بأن النجم رونالدو لاعب ريال مدريد ضيف اعلانات رمضان حصل هذا العام على مليون يورو فى اعلان عن الحديد وان احمد عز حصل على 7 ملايين جنيه فى اعلان ماونتن فيو ، أما ليلى علوى فقد تحصلت على 4 ملايين ونصف جنيه عن اعلان " حبيبى يا رقة " لاحدى شركات الاجهزة المنزلية ، أما إعلان محمد هنيدى " مفيش حاجة بتروح عليّا " لشركة أورنج وصل أجره فيه الى 4 ملايين جنيه على الرغم من غيابه عن مارثون مسلسلات رمضان هذا العام . فى حين يتحصل تامر حسنى وحده عن اعلانه لشركة فودافون الذى يجمع العديد من الفنانين والمطربين ولاعبى كرة القدم على مبلغ 3 ملايين جنيه مع شيرين عبد الوهاب التى تتقاضى فى نفس الاعلان 3 ملايين جنيه ونصف فى الوقت الذى تحصل فيه عمرو يوسف على مليونى ونصف جنيه وزوجته كندة علوش على مليون ونصف جنيه فى ذات الاعلان . كما يدخل فى سباق الاعلان الذى جعل لسان حال كل مشاهد منا وهو يتفرج على الاعلان ان يكون هو مكان احد من هؤلاء الذين يتقاضون الملايين من الهواء كما يقال، كل من الفنان حميد الشاعرى مقابل حصوله على مليون جنيه فقط فى اعلان لاحدى المنتجعات السياحية الذى شاركه فيه هشام عباس بمبلغ مليون ونصف والفنانة منى عبد الغنى بمبلغ نصف مليون جنيه وغيرهم وغيرهم بخلاف اجور الممثلين التى تجاوزت مئات الملايين وسط ذهول الجميع وهذا يعنى اننا اصبحنا فى زمن تقاس فيه نجومية الفنان بما يتقاضاه من اجر يعتمد بدوره على نسبة المشاهدات التى تحققها أعماله الفنية وطبيعى جدا أن يتجه كل الفنانين المصريين الى الاعمال الدرامية ، بعد الاجور الفلكية الخيالية التى يتقاضاها الفنان فى المسلسلات الدرامية خاصة مسلسلات رمضان التى اصبحت بورصة للفنانين حيث يتقاضى الزعيم عادل امام أعلى أجر فيها 45 مليون جنيه عن مسلسل عفاريت عدلى علام " التى انتشرت تقريبا فى معظم مسلسلات رمضان هذا العام ، وما سقط سهوا من الملايين التى تتقاضاها امثال الفنانات يسرا وياسمين عبد العزيز ودنيا سمير غانم ، وأكيد اكيد بيكبروا الان فى وجهى خوفا من الحسد او حتى عملوا عروسة ورق وخرموها من عين كل من رأى وسمع ولم يصلى على النبى ، لكن الفكرة ليس هكذا بالمرة ، فربنا يبارك فى الارزاق بفضله سبحانه وتعالى الا ان الآمر يتطلب مساهمات فعلية لهؤلاء الفنانين والفنانات لمصر وابنائها طالما انهم يتقاضون اجورا فلكية على مجرد ظهورهم ولو لثوانى على الشاشة فلم نسمع مثلا ان احدا من هؤلاء الفنانين او الفنانات او لاعبى الكرة او المذيعات والمذيعين الذين يملؤن شاشات الفضائيات بلغوا الكلام قد تبرع مثلا لمصر مثل باقى ابنائها من البسطاءالذى يسارعون الى نجدتها فى الشدة حتى ولو بجنية ، لكن صحيح لاتهون الا على الفقير ، وما اكثر من شباب مصر الفقراء الذى انهوا شهادتهم الجامعية وحكم عليهم الزمن برميها جنب الحيط ليصبحوا وشهادتهم تحت حيطة واحدة . فرحمة بالشباب الذى لايجد قوت يومه ورحمة بمصر، فلو تبرع هؤلاء الفنانون بربع مليوناتهم لصار حال فقراء مصر افضل بكثير ! حتى لاتصبح أجورهم علامات استفهام .