من آفات مجتمعنا أن كثيراً منا يفتي في كل شيء وأي شيء، وكأننا خبراء في شتي المجالات في نفس التوقيت .. عقب إقرار مجلس النواب اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية، امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بالمشككين والخونة الكارهين لهذا البلد وبعض الذين يحبون الوطن علي حرف ، ليقدموا لنا دروساً في الوطنية والدفاع عن الأرض ! ولاأقصد هنا بالطبع الغيورين علي الوطن ولديهم مشاعر حقيقية بعدم التفريط في حبة رمل من أرضنا الحبيبة .. بعيداً عن الخرائط والمستندات - لست متخصصاً في الجغرافيا والتاريخ - فإنني أثق في رئيس مصر الذي حمي الوطن، وفي جيش مصر الذي يقدم أبناؤه دماءهم فداء للوطن، وأتعجب من الذين يزايدون علي الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يحمل كفنه علي يديه من أجل الوطن .. هذه الاتفاقية ليست شأناً قضائياً من الأساس مع كل احترامنا لقضاء مصر الشامخ الذي حكم بما قدمته الحكومة إليه من أوراق، ووفقاً لما كتبه المفكر الكبير رجائي عطية علي صفحته الشخصية » لا يوجد امتهان للدستور، لا يوجد إهدار لحكم القضاء، فالحكم معدوم قانوناً لعدم ولاية القضاء علي أعمال السيادة، بل من واجب مجلس النواب مناقشة الاتفاقية. قال ابن وهب: »‬ لو كتبنا عن مالك لا أدري لملأنا الألواح »‬.. »‬ من العلم أن تقول لما لا تعلم الله أعلم » .. تحيا مصر .