الوفد
مصطفى عبيد
ويسألونك عن محمود محيى الدين!
لست خبيراً اقتصادياً ولا أدعى أننى دارس جيد للاقتصاد، لكننى أرى أن الأوضاع الاقتصادية تزداد سوءاً وأنه لا يوجد فكر أو مُخطط عام للتعامل مع التحديات الاقتصادية التى تواجه مصر.
أعرف أيضاً أن أحداً فى دوائر صُنع القرار فى الوقت الحالى لا يمتلك الفكر الاقتصادى الذى يُمكن أن يبعث فينا بعض الاطمئنان، وأثق أن كافة ما يفعله ويعلن عنه ويتعهد به السيد الرئيس لن يشعر به المواطن المصرى أو يرضى عنه لأنه يفتقد البرنامج الاقتصادى الواضح. فضلاً عن أن حاشية الرئيس والمقربين من السُلطة لا يوجد فيهم اقتصادى حقيقى له رؤية أو فكر أو إنجاز حقيقى فى هذا المجال.
والمؤسف أن نعرف أن مصر أنجبت عباقرة وأفذاذاً وطاقات جبارة فى مجال الاقتصاد، وهُم مُبعدون أو مُستبعدون. خُذوا مثلاً مفكر عميق وبارع مثل الدكتور محمود محيى الدين الذى استعان به صندوق النقد كمدير تنفيذى وهو قادر بالفعل على لعب دور واضح ومدروس فى الإصلاح المنشود. يندهش كثيرون كيف تتجاهل القيادة السياسية مثل هذا الشخص فى مثل تلك الظروف التى تعانى منها، وكيف لا يُفكر أصحاب الرؤى فى الاستعانة بالرجل لعبور أزمات صعبة تواجهها البلاد؟
سيقول الذين فى قلوبهم مرضٌ إنه أحد أركان النظام السابق، وسيرسم البعض ظلالاً لا أصل لها يتهم «مُحيى الدين» بالتسبب فى الخصخصة وفسادها، وهُم يعلمون تماماً أن ما قيل أو يقال لا يتجاوز الكلام المُرسل أو ضغائن المُنافسين.
إن البعض يتصور أن عقارب الساعات لا تعود إلى الوراء، لكن هؤلاء يُرد عليهم بأن النظام الحالى استعان ببعض العناصر من النظام السابق والأسبق اعتقد فيهم منافع للناس.
ما كان «محيى الدين» لصاً ولا فاسداً، وما قدمه من رؤى وأداء مفيد وعظيم وساهم فى تحقيق معدل نمو اقترب من 7%. لقد غادر محيى الدين مصر قبل انتفاضة يناير، واختار العمل الدولى، لكنه تحديداً لا يمكن أن يرفض احتياج مصر له. لو طُلب منه لما تردد، وما أعرفه أن السُلطة لم تطلبه حتى الآن وأن ما نشره البعض عن تقديم عرض له للعمل كرئيس للحكومة غير صحيح بالمرة. والمؤسف أن نشر ذلك أحزنه ودفعه أن يطلب من أحد الزملاء نفى الخبر على لسانه فما من أحدٍ طلب رأيه وما من جهة عرضت عليه المسئولية.
إننى أعتقد بُحكم معايشتى للمجتمع الاقتصادى ورجال الأعمال أن هناك ضرورة أن نضع خطة واضحة للاقتصاد المصرى عاماً بعد الآخر وأن تراعى تلك الخطة الاستفادة من قدرات وإمكانات بعض من المنسيين أو المغضوب عليهم أمثال محمود محيى الدين ورشيد محمد رشيد ويوسف بطرس غالى.
وإذا كان النبى عليه السلام قد أوصانا أن نطلب العلم ولو فى الصين، فإننا بالقدر ذاته مطالبون بأن نطلب خير مصر ولو من أناس عملوا فى نظام مبارك أو حتى نظام مرسى، والله أعلم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف