الرأى للشعب
هناء زكى
للفوز بليلة القدر (2)
فضل وخصائص ليلة القدر: -أنزل الله فيها القرآن، جعل العمل فيها خيرا من ألف شهر، ينزل في هذه الليلة جبريل ومعه الملائكة إلى الأرض يؤمنون على دعاء الناس إلى وقت طلوع الفجر، ليلة أمن وسلام فلا يقدر الله فيها إلا السلامة، من قامها إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، أنزل الله في فضلها سورة كاملة تتلى إلى يوم القيامة، ليلة يحدد فيها مصير مستقبلك لعام قادم ففيها تنسخ الآجال.

وسميت بليلة القدر: لعظيم قدرها وشرفها، لأن من فعل الطاعات فيها صار ذا شرف وقدر، أن الله أنزل فيها كتابا ذا قدر على رسول ذي قدر واختص بها أمة ذات قدر، لأن الله يقدر فيها ما شاء من أمره).

المهمة الثانية التي وجب البدء بالقيام بها لمن يتلهف الفوز بليلة للقدر، هي " العطاء"، وقبل الخوض في تفاصيلها، نجيب أولا عن سؤال: ماذا اعطينا كي نطلب؟ بمنطق التعامل البشرى في عصرنا الحديث، ووفقا للمثل الشعبي (من قدم السبت لقى الحد) بمعنى من يطلب من شخص خدمة ما عليه أن يسبقها بتقديم خدمة له.

وبتطبيق هذا الفكر على علاقتنا مع الله تعالى، كيف ندعو الله ونطلب منه استجابة الدعاء والفوز بليلة القدر، وقد بخلنا في عطايانا لوجه الله لعباده، العطاء بكرم وسخاء متمثلا في اخراج طعام، ملبس، زكاة، صدقة.

كيف نبرر لأنفسنا البخل تارة بحجة (أصلي مش معايا انا على أدي) وتارة بحجة (اهو بنعطي على اد الايد)، أو (اللي محتاجة البيت يحرم علي الجامع)!!

حجج كثيرة يسوقها الانسان لنفسه ليبرر بخله وعطاءه. وفي هذا قال الله تعالي (وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).

كيف يمكننا أن نطلب من الكريم الكرم ونحن بخلاء؟ أو في أقل تقدير نخرج ما زاد عن حاجتنا، وهو أيضا ليس بمقبول إذ يقول الله تعالي (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون).

إن كانت ليلة القدر نبتة فلن تثمر إلا بريها بماء الصدقة والزكاة، ومما نكتنزه ونحبه وليس مما فاض لدينا ولا نحتاج اليه!

نهر العطاء الإنساني كلما فاض بالرحمة والتصدق، والعطاء على كل من تعرفهم، وانهال منه وشرب كل محتاج، كلما اقتربت من الفوز برؤية ليلة القدر التي ستفيض عليك بنهر من العطايا الإلهية ومن كل ما تتمنى وتدعو به الرحمن، الكريم.

أعاننا الله واياكم علي جهاد النفس بالعطاء مما نحب، ورزقنا الله واياكم بالفوز بليلة القدر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف