الجمهورية
طارق الأدور
زين في السماء.. ورامز تحت الأرض!!
بقدر إعجابي ببعض الإعلانات التي تركز علي المشاركة المجتمعية والجانب الإنساني مع المحتاجين في شهر رمضان المعظم. فإنه لم يعجبني إطلاقاً هذا الهراء في برنامج رامز تحت الأرض لأنه وضعنا فعلاً تحت الأرض بسلوكيات أبطال تلك الحلقات والذين ارتضوا أن يكون شكلهم أمام العالم هكذا من أجل حفنة من الدولارات.
الشق الأول إيجابي وأجده يعيد ترابط الأسرة المصرية الذي أصبح مفقوداً في الكثير من الأحيان وبخاصة إذا كان هذا الترابط من أجل التلاقي والتفاني في عمل الخير وبخاصة الطفل زين يوسف الذي أصبح أمام ملايين الشعب المصري نموذجاً للتحدي والإصرار ضد أصعب الأمراض وهو مرض السرطان وأعتقد أن زين أصبح آلة قوية لتوحيد المصريين في شهر الخير من أجل التبرع لعمل الخير وشفاء الآلاف المصابين بهذا المرض اللعين.
الرائع في قصة زين أنه أصيب بأسوأ أنواع السرطان وعمره 3 سنوات فقط ورغم ذلك استطاع أن يواجه المرض بتحد وصبر وتحمل لا يقوي عليه أحد. وهو أمر يجعلنا جميعاً نفخر بمثل هذا الطفل الذي يجب أن يكون نموذجاً مجتمعياً للتحدي والإصرار.
وفي المقابل أجدني في حالة من الخزي بسبب برنامج نراه سنوياً يهين كل من يشارك فيه حتي وضع مقدمه فعلياً تحت الأرض مثلما يقول عنوان الحلقات.
أهم سلبيات هذا البرنامج هو ما يتم تداوله الآن في كل مواقع التواصل الاجتماعي عقب كل حلقة من القيمة المادية التي حصل عليها بطل الحلقة بعد أن يتم إهانته بمختلف طرق الإهانة. ليتم توصيل معلومة رخيصة عبر المواقع بأنه من المقبول أن يتعرض الشخص لكل هذه الإهانات مقابل قيمة معينة من الدولارات يترجمها الشعب المصري إلي الجنيه المصري.
أسوأ ما في ذلك البرنامج هو مجموعة الألفاظ الخارجة والسباب التي يوجهها الممثل لكل من حوله ويحاول مخرج البرنامج إيقافها بالصفارة المعتادة التي تغطي علي الصوت والتي تصبح أحياناً هي فقط المسموعة لأن الضيف المخدوع لا يتوقف عن السباب لفترة طويلة.
أما الأسوأ علي الاطلاق فهو أن يطرح مقدم البرنامج رامز جلال أرضاً بهذا الشكل أمام الممثل الهندي شاروخان وأن تتم إهانته بهذا الشكل المبتذل بدعوي أنه برنامج كوميدي.
في الماضي كان المصريون يتعلقون ببرنامج الكاميرا الخفية الذي كان ينقل التفاعلات العادية في الشارع بحيث ألا يتكرر المشهد أو الحدث أكثر من مرة ويكون كل يوم في مكان مختلف وفي واقعة مختلفة تجعل المشاهد لا يشعر بالملل بجانب دور مقدم الحلقة فؤاد المهندس عند بداية الكاميرا الخفية وبعده المبدع إبراهيم نصر والذي كان ينقل التفاعلات بتلقائية جميلة بعيداً عن ابتذال متابعة نفس المشاهد بشكل يومي دون تغيير. أو أن تتم إهانة الضيوف هكذا ونقل سلوكياتهم وتفاعلاتهم وأخلاقياتهم إلي الناس في الشهر الفضيل.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف