الكورة والملاعب
شطة
أنا والسايس
محمود السايس كما يطلق عليه شيخ مدربي الأهلي توفي فجأة وهو يمشي مرتجلا الي الصيدلية لإحضار دواء لأخيه المريض في المنزل حيث كان مقيما معه لرعايته وخدمته. وقع بقرب الصيدلية وتوفي بأزمة قلبية مفاجأة كما ذكر لي ابنه عندما سمع وقرا في الصحف ان والده مات بعد صراع طويل مع المرض. وأيضاً وبنفس الطريقة سبحان الله توفي مصطفي الكيلاني بأزمة قلبية مفاجأة لم تسعفه كثيرا حيث اشتكي من ضيق في صدره وذهب الي المستشفي وفارق الحياة سريعا. انتقل السايس والكيلاني الي جوار ربهم تاركين هذه الحياة المليئة بالصراعات والتنافس الغير شريف الي جوار ربهم وكانت مفاجأة لنا ولي شخصيا. لي ذكريات كثيرة وقديمة معهم لسنوات طويلة كلها حب وأخوة وصداقة وزمالة في الملعب وخارج الملعب. كابتن السايس كان له الفضل في التحاقي بالجهاز التدريبي للنادي الاهلي في أوائل الثمانينيات حيث كان هو ود. عمرو ابو المجد يشرفون علي قطاع الناشئين في ذلك الوقت. ارتبطت علاقتي بالكابتن السايس منذ ذلك الوقت حيث كان يقدرني جدا لأني مهندس مثله حيث تركت العمل الهندسي وتفرغت للتدريب. كنت أراجعه في كثير من المواقف التدريبية وأناقشه واطلب منه المساعدة. كان نقيا طاهرا لا يبخل علي بأي شئ. كان عادلا وجادا جدا قلما يداعب او يلهو او ياخذ الامور بتهاون. كان شديد الورع والتدين بدون عصبية او تعصب ولايسمح بالهزل وقت الجد.پبدأ السايس مسيرته مع الأهلي وهو في عمر الـ15 وتولي منصب المدير الفني للفريق الأول ليقوده لتحقيق لقب بطولة أفريقيا للأندية أبطال الكؤوس 1984 علي حساب كانون ياوندي الكاميروني. ثم حقق معه لقب دوري 1984-1985 بعد غياب موسمين عن القلعة الحمراء قبل أن يترك المهمة لخلفه محمود الجوهري.پولعب السايس في صفوف النادي الأهلي تحت قيادة المدير الفني عبده صالح الوحش. عام 1961. كما تولي تدريب العديد من فرق الناشئين حتي تولي تدريب الفريق الأول للأهلي عام 1984.پ
وعندما ترك النادي وذهب ليدرب نادي السويس ترك أسرته في القاهرة وكان يعود كل فترة الي أسرته حسب احتياج المباريات والتدريبات. هذه الغيابات جعلته يندم علي اهمال ابنه كريم الذي كان طالبا في ذلك الوقت. وهذا الغياب ادي الي وفاة ابنه في حادثة غيرت من حياة كابتن السايس كليا. حمل نفسه ذنب وفاة ابنه لغيابه عنه حيث كان يحتاجه في تلك الفترة. ترك التدريب وزهد الدنيا وخرج هائما للدعوة في سبيل الله. قابلته اكثر من مرة وطلبت منه الحضور للنادي الاهلي لنجلس معا ونعيد الذكريات ولكنه قال لي لا توجد في هذه الحياة ما يستحق ان تضيع وقتك فيها غير العمل الصالح. قال الحياة كلها دروس يجب ان نتعظ منها ونعمل لاخرتنا التي فيها معادنا. كانت هذه كلماته قبل ان يتركني ويذهب الي منزل أخيه المريض ليبقي بجواره لرعايته. توفي السايس وترك أخيه مريضا طريح الفراش وأصر علي ان يقتصر العزاء علي الجنازة فقط. هذا ما حدثني به ابنه الذي حضر من السعودية لدفنه ونفذ وصيته بعدم إقامة عزاء. اللهم ارحمه وأحسن اليه واغفر له وأدخله الجنة يا رب العالمين
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف