الصباح
مدحت بشاى
ازدراء الكراهية (2)
فى الجزء الأول من المقال أشرت إلى إعلان مؤسسة الأزهر العتيدة عن تبنيها لمشروع قانون لمناهضة الكراهية بالأمس القريب كمبادرة إيجابية، ولكنى فقط سألت، لماذا العجلة فى طرح مبادرات مهما كانت روعتها ونحن تحت حالة ضغط، فتأتينا متسرعة وأحادية الصناعة والصياغة، وسألت أيضًا لماذا لا نبنى على مبادرات سابقة قدمتها مؤسسة الأزهر ذاتها وهى ما أطلق عليها حينها «وثائق الأزهر الشريف»، والتى شارك فى وضع نصوصها بروية ورؤية وطنية معظم ممثلى قوى المجتمع السياسية، وعليه كان الإجماع على اعتمادها رائعًا، وسألت أيضًا لماذا ندفع بمؤسساتنا الدينية لوضع قوانين لها ضوابط أمنية وتشريعات هى من اختصاص الجهات التشريعية والنيابية ؟!
وعلى مدى الأسبوع الماضى جرت فى النهر مياه كثيرة، وكانت تصريحات الأب مكارى ردًا على تصريحات الشيخ سالم عبدالجليل، وكليهما ما كان لهما أن يتسارعا للانضمام إلى قائمة أصحاب الدعوة لإعلاء قيم الأديان عبر التقليل من ثوابت ومهاجمة أصحاب العقائد الأخرى بديلاً للاكتفاء بالعمل الروحى، وعليه وهو أمر متوقع كانت تلك التصريحات مائدة شهية لإعلام التهييج والإثارة للعمل بوقاحة للأسف.
وهنا وجب تحية بعض وسائل الإعلام التى التزمت الموضوعية والتفهم لأبعاد الوضع الأمنى والسياسى للبلاد والعباد، وفى مقدمتها جريدتنا الرائعة «الصباح» التى تناولت الأمر بتقدير ومسئولية مهنية وطنية..
ولأننا ينبغى إعلاء قيم المحبة فى مقابل دحض مفاهيم دعم الكراهية، أسعدنى أن يجتمع ضيوف برنامج العاشرة مساءً على أهمية الحوار الهادئ المتحضر، فكان أن أعلن محامى رفع قضايا معاقبة أصحاب التصريحات الداعمة للكراهية على الهواء تنازله عن تلك القضايا تضامنًا... برافو، وللمقال بقية..
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف