انتظر المحافظون طويلا.. وتمهلت الجهات الرقابية زمنا.. والتزمت دوائر تنفيذ القانون.. بضبط النفس أكثر من اللازم.. حتي جاء أمر الرئيس الحاسم.. فانتفضت كافة الجهات.. ودب النشاط في أوصال جميع المؤسسات.. وبدأت أخيرا تبحث عن حقوق الدولة.. واستعادة أملاكها.. واسترداد هيبتها.
في أيام قليلة.. استعادت الجهات المعنية.. آلاف الأفدنة من الأراضي الزراعية.. وملايين الأمتار من أراضي البناء.. وطهرت عشرات المواقع المطلة علي جانبي النيل.. وكلها من المعتدين الصغار.. الذين ابدوا النية الحسنة.. واستسلموا بمنتهي الهدوء.. وطلبوا التصالح والتقنين ودفع المطلوب علي الفور.. مؤكدين احترامهم للقانون.. وتقديرهم للهيبة.
حتي الآن.. لم تظهر نتائج المواجهة الشرسة مع الكبار والحيتان.. رغم تواصل السباق وتتابع الحملات لإزالة التعديات علي أراضي الدولة.. فالجميع يتطلع إلي معرفة ما تسفر عنه المعركة ضد المغتصبين الكبار.. الذين استباحوا أموال الغلابة.. واستغلوا عصور الفساد.. وانعدام الرقابة والمتابعة.. واستولوا علي ملايين الأفدنة بالتلاعب والتواطؤ مع ضعاف النفوس ممن احتلوا مقاعد الحكم والنفوذ حينذاك..!!
¢الهيبة¢ تكتمل باسترداد حقوق الشعب من هؤلاء الحيتان.. الذين يحاولون الآن ترسيخ أوضاع غير قانونية.. ويبعثون برسائل ¢جس نبض¢.. تحذر من الاقتراب من الأراضي المغتصبة.. وأنهم سوف يقاومون طالما لديهم البلطجية.. ويمتلكون ¢الآلي¢..!!
لقد نهبوا الحقوق برضا المسئولين السابقين الفاسدين.. وفي غياب تشريعات حاسمة تجرم اغتصاب أراضي الدولة.. وفي ظل صراعات مزمنة علي ولاية الأراضي بين الوزارات ومختلف الهيئات.. وحان الآن وقت الحساب والعقاب.. وتطبيق قانون الطوارئ علي كل من تسول نفسه الوقوف أمام هيبة الدولة.. واسترداد حقوق الشعب.
كل الناس تنتظر المؤتمر الموسع في بداية الشهر القادم.. الذي تستعرض فيه جميع الهيئات.. نتائج الحملات لاسترداد أملاك الدولة وحمايتها من التعديات المزمنة.. ولعل كل مواطن يتطلع في هذا المؤتمر إلي الاستماع لنتائج.. ترسم الابتسامة علي الوجوه.. وتؤكد.. أن العدالة تحققت.. والهيبة تجسدت.. والمساواة ترسخت.. وأن الحيتان سددوا بالكامل.. فاتورة ¢سنوات النهب والاستغلال¢..!!