الأهرام
أشرف العشرى
د. الفقى.. أسطورة البقاء والنجاح
أعلم أن كثيرين من كتاب وصحفيين ومفكرين ومثقفين من شتى البقاع فى مصر والعالم العربى قد سبقونى بالاحتفاء والإطراء المتميز باختيار الدكتور مصطفى الفقى الرجل الأسطورة مديراً لمكتبة الاسكندرية، ولكن كان لزاماً على أن أحتفى وأسطر كلمات كاشفة بحق تلك الشخصية لعدة أسباب أننى أعرف الرجل منذ أكثر من 25 عاماً عندما كنت محرراً دبلوماسياً مبتدئا للأهرام فى وزارة الخارجية حيث كان ومازال من يومها ملء السمع والبصر. وثانياً إننى وأن كنت لا أدعى شيئاً قد كتبت فى هذا المكان منذ ثلاثة أشهر أطالب الرئيس عبد الفتاح السيسى صائد النجاحات والرؤية والإرادة الخلاقة بضرورة استفادة وإفادة الوطن فى شخص المفكر القومى د. الفقى وأحصيت يومها فى مقال طويل قدرات ومؤهلات وإمكانيات الرجل ومواهبه السياسية والدبلوماسية والفكرية والثقافية متمنيا رفع الغبن والظلم الذى تعرض له على مدار سنوات من قبل أنظمة العهد السابق وبعض الحساد والمنافسين وإسداء لتكريم قليل نظير الجهد والمهام والمهمات الصعبة والفريدة والاستثنائية التى قام بها متنقلاً بين وظائف ومهام عديدة وكأحد أمهر أبناء الدبلوماسية المصرية حيث عرفته ورأيته عن قرب.

ولذا فان اختيار د. مصطفى الفقى لمهمة مكتبة الاسكندرية اختيار موفق للغاية وأصاب الحقيقة والنجاح وصادق أهله وكان اختياراً ذكياً وثاقباً من الرئيس السيسى لأنه يعلم قيمة وقامة د. الفقى، وكذلك أهمية ومكانة مكتبة الاسكندرية كأحد صروح وروافد القوة الناعمة لمصر ومسار اشعاعاتها الثقافية والفكرية وجذرية تأثيرها وتأصيلها فى حركة التنوير الثقافى بأذرعها وروافدها فى مريديها وروادها وبالتالى لم يكن هناك أقدر من يضطلع بهذه المهمة إلا قامة سياسية ودبلوماسية وفكرية مثل د.الفقى صاحب الشخصية المركبة الجامعة حيث يتمتع بمحبة وتقدير فريد وإجلال لشخصه وفكره وعلمه فى عديد المناحى حيث كان ومازال نموذجا للمثقف والمفكر الرشيد وملك الحقيقة ولاتزال تراه الغالبية أنه سيد كل شىء بعلمه وتفرده الذى جعله يتفنن فى البقاء على سطح الأحداث السياسية والفكرية بفضل امتلاكه مهارات ومقومات لا تحصى فضلا عن الكفاءة والنزاهة التى تزين شخصيته وتاريخه الحافل بالإنجازات والعطاء حيث هو الرجل المخلص لمصر وعروبته حيث كان ومازال يرى أن قيمة المصرى فيما يملك من فكر ومايحظى من عقل ومايحوز من علم وسعى دوما لتطبيقه على ذاته.

ناهيك عن رؤيته الفريدة للشخصية المصرية والذى يجاهر بها عبر كتاباته وإطلالاته الإعلامية المتعددة، والذى جعلته اسطورة وشخصية استثنائية وموهبة فذة والذى يشكل إطاره الفكرى الحاكم ويرى فيها أن مصر عامرة بالكفاءات زاخرة بذوى القدرات وأن لديها مستودعاً بشرياً لا ينضب ومخزونا حضاريا لا ينتهى بكل تأكيد أمام د. الفقى مهام عديدة وتوقعات بنقلة ثقافية وحضارية أكثر رحابة وازدهارا لاستعادة ماعون الثقافة المصرى والقوة الناعمة لمصر من خلال دور وأهمية مكانة مكتبة الاسكندرية التى يعيها د. الفقى مثل غالبية مثقفى مصر والعالم وبفضل جدارة واستحقاقات النجاح لدى د. الفقى حيث الرجل عرف بغزارة علاقاته المتشعبة والمتعددة مع غالبية سياسيى ومثقفى الإقليم والعالم بفعل أماكن مهامه الدبلوماسية حيث كان ولازال يبادل الجميع فى مصر والخارج غراماً لافتا وإعجابا متأصلاً لشخصه وبفضل مشاركاته الفكرية ومنتديات الثقافة المتنوعة المتعددة وخرج منها بخبرة وتراكمات سنين وعلاقات متعددة واستثنائية، وبالتالى باتت تلك الخبرة والباع الذى يمتلكه لا يبارى، ولذا سيسعى لتكريس كل تلك الإلهامات التى لديه بنجاحات مكتبة الاسكندرية حيث سينتظرها مستقبل أفضل وغد واعد، فضلا عن إيقاظ رغبة التقدم لأنشطة ومنتديات المكتبة مازالت تحضرنى فى د. الفقى حماسته الفائقة، ورغبته المتقدة فى ازدهارها، ورفعة شخصيته حيث الرجل نموذجا فريدا للطموح والمثابرة، فرغم كل محاولات الحرب ووضع العراقيل والحواجز أمام انطلاقاته إلا أنه لم ييأس وظل متدثراً بالصبر والعزيمة والإرادة وقوة التحمل وشرف المنافسة الشريفة وأبقى على محركات التشغيل الذاتى وكاريزما الشخصية لديه رغم عبث ومحاولات بعض الحساد والمنافسين لإطفائها، لكنه لم يتراجع أو يهن فخلق حالة العشق الأسطورية لشخصه من قبل كثير بفضل روحه المتسامحة حيث كان يؤمن برغم كل ماتعرض له من اضطهاد وعنت ومحاولات فاشلة لإقصائه أن مخاطر السباحة فى النهر أقل بكثير من مخاطر الإقامة الدائمة والنوم الطويل على الضفة. كان يمكن أن يجمع أوراقه ويخطط لكتابة مذكراته، لكنه أبى واستعصى على الانكسار فكان مصطفى الفقى وكان مقعده الأثير فى مكتبة الاسكندرية بانتظاره حيث الجميع يتوقع النجاح لشخصه والازدهار للمكتبة، فالرجل لا يعرف غير النجاحات الاستثنائية، ولديه قدرة جبارة لعودة العصر الذهبى لمنارة مصر الثقافية والفكرية وتوهج قوة مصر الناعمة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف