الجمهورية
محمد منازع
مسجد النسوان .. وكنيسة الشيطان
تم في أمريكا الشهر الماضي افتتاح أول مسجد يصلي فيه الرجال والنساء مختلطين معاً.. في مدينة "بيركلي" قرب ولاية سان فرانسيسكو .. أطلق عليه اسم "قلب مريم النسوي" تشرف عليه سيدة تدعي "رابعة كبيلي".. والتي قالت انها تسعي من خلال هذه التجربة إلي بناء علاقة جديدة بين النساء والرجال!!
وبالطبع أثار هذا المسجد بتلك الطريقة جدلاً واسعاً بين المسلمين في أمريكا والذين رفضوا بشدة هذه الفكرة.. واعتبروها مساساً بقواعد الدين وعبروا عن استيائهم منها.. خاصة وأنه قد زاد الطين بلة.. نشر فيديو من المسجد تظهر فيه سيدة تؤم المصلين من الرجال والنساء.
هذه الفكرة "الحريمي" تدل علي جهل الكثيرين من المسلمين في الغرب بأحكام وأداب الإسلام.. وتدل علي أنهم يريدون ديناً يطوعونه طبقاً لأهوائهم وأفكارهم.. ولا يفهمون أن العبادات "توقيفية" أي طبقا لما جاء في القرآن والسنة.. بلا ابتداع أو تحريف أو تغيير.
ورغم معرفتي بأحكام الإسلام حول اختلاط الرجال والنساء وامامة المرأة إلا أن ذلك دفعني لأن أبحث أكثر في هذا الموضوع فلم أجد جديداً.. وأن جميع الفقهاء القدامي والمعاصرين.. والجمهور وأهل العلم علي أنه لا تجوز إمامة المرأة للرجال مهما كانت أعمارهم ولا حتي من محارمها. بل ان بعضهم لا يجيز امامه المرأة للنساء.
أما الاختلاط.. فهو مرفوض.. إذا لم تكن له ضوابطه وظروفه وأحواله.. أي أنه مقيد وليس مباحاً بلا شروط.
لذلك.. فلا ندري من أين يأتي هؤلاء "الجهلاء" بتلك الأفكار المخالفة للدين بشكل واضح..ولو قلنا ان نيتهم سليمة وقصدهم فعل الخير.. فعليهم أن يسألوا أهل الذكر ويلجأوا للعلماء قبل أن يرتكبوا تلك الحماقات.
أما الخبر الثاني الذي يثير الازعاج فهو افتتاح كنيسة للشيطان قريباً في فرنسا.. وتحديداً في أكتوبر المقبل.. بعد عريضة تم تعميمها منذ فترة علي الإنترنت تضمنت 236 ألف توقيع لصالح انشاء تلك الكنيسة الرسمية للشيطان علي الأراضي الفرنسية.. وقبلت السلطات المختصة هذا المشروع. وقد أشارت بعض المصادر إلي أن عبدة الشيطان في فرنسا لهم عدد من المنتديات والتجمعات يجري فيها مناقشة معتقدهم وقناعاتهم.
والسؤال هنا.. لماذا اختار هؤلاء المارقون اسم "الكنيسة" علي المكان الذين يعلنون فيه معتقدهم الفاسد الذي لا يقبله دين ولا عقل؟!
والسؤال الثاني: هل أصبحت الأديان السماوية مستباحة لذوي الأفكار الضالة والمنحرفين.. والأهواء المهلكة المدمرة؟!
والسؤال الثالث: هل تبيح الحرية المطلقة في الغرب التعرض لديانات الآخرين باسم تلك الحرية؟!
الحقيقة أن أمثال هؤلاء يريدون أن يفرغوا العالم من العقائد الصحيحة ويعتدوا علي الديانات السماوية.. ويبغونها عوجا.. في ظل صمت رهيب.. يجب ألا يستمر.. ويجب التصدي لهؤلاء بكل قوة.. فإذا كانت لهم الحرية في اعتقاد ما يريدون.. قلنا الحق في الدفاع عن ديننا ولا نسمح بالاقتراب منه بأي شكل.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف