المساء
سامى عبد الفتاح
مع الخطيب..رئيساً للأهلي
يوم 18 ديسمبر 1987 وفي استاد القاهرة وفي الدقائق الأخيرة من مباراة الأهلي والهلال السوداني في نهائي بطولة الأندية الافريقية.. عاشت جماهير الأهلي المحتشدة في استاد القاهرة لحظات مؤلمة جداً رغم تتويج الأهلي بكأس الأندية الافريقية.
فالأهلي كان يبحث عن لقبه الثاني في دوري الأبطال بعد 3 بطولات متتالية لأبطال الكئوس احتفظ معها بالكأس للأبد.. مباراة الذهاب قبل أسبوعين في أم درمان انتهت بالتعادل السلبي ليقترب الأهلي أكثر من لقب حققه للمرة الأولي قبل 5 سنوات.. أكثر من 70 ألفاً يحتشدون في مدرجات استاد القاهرة.. والأفراح انطلقت مبكراً.. مدافع الهلال جمال الثعلب سجل برأسه في مرماه بعد 5 دقائق ليتقدم الأهلي.. وقبيل نهاية الشوط الأول يؤكد أيمن شوقي برأسية أخري التقدم ويرسل الكأس إلي قلعة الجزيرة.
قبل 25 دقيقة من نهاية المباراة يرتج ملعب استاد القاهرة بهتافات الجماهير.. محمود الخطيب المصاب بكسر مضاعف في الوجه أمام المحلة قبل أقل من 10 أيام الذي توقع الجميع غيابه عن المباراة يقوم ليجري عمليات الإحماء.. من حضر مباريات الأهلي في الملعب في الثمانينيات يدرك معني أن يقوم "الخطيب" للتسخين.. يتغير العالم من حولك وتترك الأعين ما يجري في أرض الملعب لتتابع "بيبو" عن قرب.. هذه المرة كان الكل يعلم أن الخطيب يدخل المباراة كنوع من التكريم ليتسلم الكأس باعتباره قائداً للفريق.. ومع الدقيقة 75 يرتفع الرقم 10 عالياً معلناً دخول الخطيب لأرض الملعب.
الخطيب أفضل من تلاعب بالكرة في تاريخ مصر.. ترتج المدرجات فرحاً وإعجاباً واستمتاعاً بما يقدمه في الملعب.. راوغ ومرر وسدد وفعل كل شيء.. الكل كان ينظر للساعة وكأنه يرجو الوقت ألا ينتهي.. وفجأة ذهب الخطيب بنفسه لحكم المباراة المغربي لاراش محمد ليطالبه بأن ينتظر قليلاً قبل أن يطلق صافرة النهاية.. يبتسم المغربي ويوافق علي ايقاف المباراة بناء علي طلب الخطيب.. فجأة تتوقف الاحتفالات في المدرجات ويتحول الهتاف والضجيج إلي بكاء مسموع ومكتوم.. الخطيب أمسك بعلم الأهلي ودار حول الملعب دورة أدرك الآلاف أنها الأخيرة له في الملاعب.. ليبدأ "بيبو" مشواراً مختلفاً في خدمة الكيان.. حتي وصل إلي منصب نائب رئيس الأهلي.
ومن اليوم أعلن مساندتي لمحمود الخطيب أو "بيبو" أو "الكوبرا" أو "الأسطورة" و"تاجر السعادة" رئيساً للنادي الأهلي في الانتخابات القادمة.. رغم انني لم أرتكب مخالفة مهنية.. كنت حريصاً طوال مشواري المهني الذي يتجاوز 40 عاماً علي أن أدخل في هذه المنطقة الحرجة لأي ناقد رياضي في أي انتخابات.. لكنني أعلنها بكل اقتناع تأييدي للخطيب رئيساً قادماً للأهلي.. فهذا المكان ينتظره.
* * *
في الوقت الذي وصل فيه لاعبو الأهلي إلي ياوندي في الكاميرون تلقي اللاعبون وأعضاء الجهاز الفني بقيادة حسام البدري نبأ الهدية الجديدة التي تلقاها من فريق الاتحاد السكندري بالفوز علي المقاصة بنتيجة 3/1 في الجولة الـ 29 للدوري.. وهي نتيجة أضعفت كثيراً إمكانية منافسة المقاصة علي بطولة الدوري واقتراب الأهلي من حسم اللقب بعد أن أصبح الفارق 12 نقطة بعد الجولة الـ 29. ويلتقي الأهلي مع المقاصة يوم الاثنين 29 مايو في الجولة الـ ..30 فإذا فاز الأهلي أصبح الفارق 13 نقطة ويتوج رسمياً بطلاً للدوري. لأن المتبقي سيكون 12 نقطة فقط من أربع جولات متبقية علي المسابقة.. إذا تعادل الفريق يستمر الموقف معلقاً حتي يبتعد الأهلي بالفارق الحاسم في أي جولة أخري.. يا حظك يا بدري!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف