المساء
محمد فودة
إيران.. استحوذت علي اهتمام ترامب.. في قمة الرياض
أسفرت زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ولقاؤه مع زعماء وممثلي 55 دولة عربية عن ثلاث نتائج.. أولها إيران باعتبارها مسئولة عن عدم الاستقرار في المنطقة وأنها رأس حربة الإرهاب العالمي.. وثانيها الوقوف ضد الإرهاب العالمي علي أن تدفع دول المنطقة كشف حساب محاربة الإرهاب.. تجاهل القضية الفلسطينية إلا في كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي.
كانت القمة الأمريكية الإسلامية موجهة ضد إيران بالدرجة الأولي.. ونحن لا نستطيع أن نبرئ ساحة طهران من هذه العداوة التي تكنها الدول الإسلامية ضدها وخاصة دول الخليج العربي.
فطهران استولت علي جزر ثلاث بالخليج العربي.. وحاولت أن تسمي هذا الخليج باسم الخليج الفارسي.. وجهودها في نشر المذهب الشيعي في دول الخليج وخاصة في البحرين والسعودية وفي سوريا والعراق معروفة للجميع.
والسؤال هو: لماذا تتجه إيران إلي إلحاق الضرر بجاراتها من دول الخليج؟؟ ولماذا لم تسلك معها نظام السلام والتصالح ؟! انها بذلك أضرت بمصالحها وبمصالح جيرانها.. وفي محاولاتها لانتاج قنبلة نووية تهدد بها أمن إسرائيل وتخوف بها العرب من جيرانها.. فلا هي انتجت هذه القنبلة كي تهدد بها العدو الإسرائيلي ولا هي قادرة علي تخويف العالم العربي.
ولجأت دول الخليج إلي حليفها الأمريكي لكي يتخذ موقفاً أكثر سخونة ضد إيران.
دعا ترامب في السعودية إلي العمل بشكل مشترك علي عزل إيران ووضع حزب الله وحماس بالتساوي مع القاعدة وداعش في قائمة الإرهاب.
وقال ترامب: إن إيران تدرب وتسلح الميليشيات في المنطقة وكانت لعقود ترفع شعار الموت للولايات المتحدة وإسرائيل وتتدخل في سوريا.
واعتبر ترامب أن النظام الإيراني هو الأساس للإرهاب الدولي مشيراً إلي أنه يغذي الكراهية في منطقة الشرق الأوسط كلها ولا سيما في سوريا.. وعلي جميع الدول والشعوب أن تبذل جهوداً مشتركة من أجل عزل إيران حتي يقوم نظامها ويصبح شريكاً في عملية السلام.
هكذا ركز ترامب في كلمته علي إيران.. وجعل محاربة الإرهاب في الدرجة الثانية.. فدعا القمة إلي تقاسم عبء محاربة الإرهاب بصورة عادلة مع الولايات المتحدة وطالب بـ "تحالف أممي" لمواجهة الإرهاب وأن يكون هناك 35 ألف جندي لمحاربته في العراق وسوريا.
وقال إن 95% من ضحايا الإرهاب مسلمون.. وقمة الرياض بداية النهاية لكل إرهابي.. ودعا ترامب الدول الإسلامية الي وحدة الصف ضد قتل المسلمين الأبرياء وقمع النساء ومطاردة اليهود وذبح المسيحيين وعن قضية فلسطين قال ترامب: ان امريكا لديها رؤية للسلام والأمن والرخاء في الشرق الأوسط والعالم.
أما حديث الرئيس عبدالفتاح السيسي فقال أنه لن تنجح جهود مكافحة الإرهاب دون تسوية عادلة وشاملة لمشكلة فلسطين وقال أن الإرهاب يمثل تهديداً لدول العالم.. ومصر تخوض يومياً حرباً ضروساً ضده.. وأن مصر تدعو الجميع لمواجهته بكل اشكاله.
وتساءل السيسي: من يوفر الملاذ الآمن والغطاء السياسي للإرهابيين؟! نحن نعلم أن هناك بلدين إسلاميين هما اللذان يرخيان الحماية للإرهابيين وهما صراحة قطر وتركيا.. وهما يدعمانه بالمال والسلاح ليمارس غوايته في الدول العربية سواء في سيناء أو في العراق وسوريا وليبيا.. ومع ذلك لم يشر الرئيس الأمريكي ترامب لدورهما في هذا المجال وركز حديثه علي إيران وحدها.
الآن.. وقد أسفرت الانتخابات الإيرانية عن فوز حسن روحاني بولاية ثانية لرئاسة إيران.. وهو معروف عنه أنه يمثل الاعتدال.. فهل يعيد النظر في سياسة بلاده تجاه الدول العربية وخاصة دول الخليج.
الحكمة تقتضي ذلك "والا فان إيران ستظل منقطعة عن العالم.. وتلجأ دول الخليج إلي حضن أمريكا لتكون حامية لها من بطش طهران وعداوتها الدائمة لها.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف