الأخبار
رفعت رشاد
« حق الشعب ».. بين المصلحة الوطنية.. والجعجعة
منذ ما يقرب من 20 عاما تم تأسيس اتحاد للإعلاميين يقوم بالمساهمة في التنمية بزراعة مساحة من الأراضي المخصصة من وزارة الزراعة. انضم عدد من الزملاء للاتحاد وحصلوا علي مساحات بين 5 إلي 10 أفدنة لزراعتها. تقدم الاتحاد بالطلب رقم 68864 بتاريخ 17/11/1998 إلي وزير الزراعة لتقنين أوضاع أعضائه علي الأرض. وافق وزير الزراعة علي الطلب لتكون الأرض في المسافة بين الكيلو 56 وحتي الكيلو 61 أيمن طريق القاهرة/الواحات البحرية الصحراوي، كما وافق الوزير علي السماح لأعضاء الاتحاد باستكمال الإجراءات. توالت بعد ذلك موافقات الجهات الحكومية حسبما تضمنها الملف الذي قدمه الاتحاد للجنة التي يرأسها المهندس محلب.
في زيارة رئيس الجمهورية لمحافظات الصعيد أبدي سيادته الأسي بسبب قيام البعض بالاستيلاء علي أراضي الدولة وصاح صيحة عالية مدوية أن الدولة ستحصل علي حقها في أرضها.
صيحة الرئيس صيحة حق، وصيحة واجب، وقرار انتظره الشعب كثيرا.
لكن في مثل هذه الظروف يظهر ويتصدر المشهد المنافقون والمنتفعون والمنتقمون. وجدنا بعض المحافظين يتصدرون المشهد ويصرخون صرخات الانتقام وهم أصلا من أسباب الفشل في الدولة لأنهم تركوا اللصوص يسرقون حق الشعب وحق الدولة ولم تصبهم النخوة ولم تتسلل إليهم الشجاعة إلا بعد صيحة الرئيس. بعضهم حرص علي إثبات وجوده بالتوقيع في دفتر حضور القنوات الفضائية. أحدهم اعتلي حصانا أبيض وأشهر سيفا خشبيا وأطلق عبارات لا تليق بالمنتفعين بالأرض فقال عنهم أنهم » بلطجية »‬ !! كيف حكمت يا سيادة المحافظ الهمام علي أناس شرفاء بأنهم بلطجية حتي لو كانوا متهمين بالاستيلاء علي أراضي الدولة ؟ هل تمت محاكمتهم وثبت أنهم بلطجية ؟ أم أن سيادتك مكشوف عنك الحجاب وعرفت مسبقا أنهم بلطجية ؟.
معروف عن الأجهزة الحكومية في مصر سمة الهوجة والجعجعة، فعندما قتل شاب كان يشاهد مباراة للكرة مع خطيبته في أحد المقاهي هاجت الأجهزة الحكومية وجعجع المسئولون في وسائل الإعلام وحطموا الكافيهات وحرروا محاضر للمخالفين، بينما الكل يعلم وأولهم هؤلاء الجعجاعون أن الكافيهات مخالفة للقانون، وهل بعد التحطيم والمطاردات تم حل المشكلة وانضبط قطاع الكافيهات ؟؟؟؟؟. ثم جاءت هوجة تحطيم مخالفات التعدي علي أراضي الدولة لتظهر أن هناك انضباطا وهناك أجهزة حكومية تعمل، وهذا غير صحيح وإلا لما كان المعتدون استولوا علي الأراضي بهذه المساحات الكبيرة ولما استمروا سنوات طوالاً ينعمون بتعديهم.
إن هذه الهوجة التي تقوم بها الأجهزة الحكومية وجعجعة بعض المحافظين بكلام فارغ في القنوات الفضائية لا تتناسب مع حجم وأهمية قرار أو توجيه أصدره الرئيس لحماية أراضي الدولة وأتساءل : ماذا لو لم يصدر الرئيس توجيهاته ؟ لماذا تحملون الرئيس كل الأعباء ؟ لماذا تحطمون كل شيء بينما كان يمكن التفاهم مع النسبة الأكبر من واضعي اليد لصالح موازنة الدولة؟ لماذا لم تبت اللجنة التي يرأسها المهندس محلب في طلبات البعض بتقنين الأوضاع ؟ ماذا لو فهمتم أن الناس في احتقان بسبب الأسعار وأن الرئيس يغامر ويضحي برصيده الجماهيري مقدما المصلحة العامة للوطن علي أي شيء آخر. أين كنتم يا أهل الجعجعة ومنكم من هو ومن كان في موقع المسئولية من هذه القرارات الثورية ؟ هل كل من وضع يده علي خمسة أفدنة صار من لصوص الشعب ويستحق الإعدام ؟ إن الغالبية العظمي من هؤلاء أرادوا تأمين حياة كريمة لهم ولأولادهم في ظل هذا الغلاء والكواء ولم يكن في ذهنهم اعتداء أو سرقة أو أي من الأوصاف الضخمة التي أطلقها الجعجاعون علي مواطنين شرفاء. من هؤلاء من شارك زميله في خمسة أفدنة أو عشرة أفدنة، فيا أهل الجعجعة الحكومية والتليفزيونية لا تأكلوا لحم مواطنين شرفاء وأنتم في »‬ اليغمة »‬ تعيشون. تحية للرئيس علي قراره.. وبئسا لأهل الجعجعة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف