المساء
طارق مراد
الزمالك والأهلي وسموحة في الأدغال
الفوز الغالي الذي حققه الزمالك في ضربة البداية في دوري المجموعات لدور 16 لبطولة الملايين الأفريقية لدوري الأبطال أثبت علي أرض الواقع أن زمالك الأحلام بدأ يتعافي ويستعيد الكثير من نشاطه وحيويته ليس فقط لأنه تفوق علي كابس يونايتد بطل زيمبابوي بهدفين نظيفين ولكن لأن الفريق لعب بروح قتالية عالية وقدم عرضا قويا يتناسب مع امكانيات لاعبيه الفنية والمهارية وخبرات نجومه بقيادة شيكابالا وطارق حامد ومصطفي فتحي وعلي جبر والشناوي وباسم ولعل الدليل الأكبر علي قوة العرض الذي قدمه الزمالك خططيا وتنظيما في الملعب هذا التطور الملحوظ في الأداء الهجومي فشاهدنا نجوم الزمالك يخترقون دفاعات بطل زيمبابوي ونجاحهم في بناء العديد من الهجمات المؤثرة والتي أسفرت عن فرص صريحة ليبدأ الزمالك مع المدير الفني البرتغالي ايناسيو رحلة الكشف عبر الأدغال الافريقية والذي يمكن القول انه استطاع ان يضع يديه بمهارة علي الاسلوب الأمثل لإعادة تصحيح أوضاع ووضعه علي المسار السليم الذي يعيد للزمالك هيبته وقدراته العالية للإنطلاق علي أرض صلبة للمنافسة علي البطولات القادمة.. فالفريق استعاد الأداء الجماعي والترابط التكتيكي بين خطوطه الثلاثة وهو ما يؤكد أن الزمالك بدأ يتخلص من الأداء الفردي الذي كان يعد أحد أهم سلبيات المرحلة السابقة بالإضافة لتراجع الشق الدفاعي.. ولكن ها هو ايناسيو نجح ببراعة في إعادة الصلابة والتنظيم الدفاعي الصارم وكانت مباراته أمام بطل زيمبابوي بمثابة دليل قاطع علي أن الفريق بدأ مرحلة الارتقاء بالشق الهجومي.. ولعلنا نتفق أن ايناسيو بات الآن علي دراية كبيرة بإمكانيات لاعبيه ولذلك نري الرجل يتبع طريقة التدوير بينهم بهدف التركيز علي بطولة الملايين الافريقية ومنح لاعبيه راحة للحفاظ علي قدرتهم من أجل تحقيق حلم جماهيره ومجلس إدارته برئاسة المستشار مرتضي منصور بالفوز بكأس أميرة القارة السمراء والوصول للعالمية.. وإذا كانت رحلة الأدغال الافريقية بمثابة بداية استعادة الثقة في النفس ولغة الانتصارات وروح البطولة والمستوي اللائق بمدرسة الفن والهندسة فإننا نجد في المقابل أن النادي الأهلي المتربع علي قمة الدوري لم يكن لاعبوه عند حسن الظن بهم في ضربة البداية لبطولة الملايين عندما انتهت مباراته مع زاناكو الزامبي بالتعادل ليخسر الفريق نقطتين بملعبه في بداية مشواره بالادغال الافريقية في مفاجأة لم يتوقعها أحد استنادا لحالة الاستقرار الفني التي يتمتع بها الفريق في أغلب مبارياته طيلة الموسم حتي انه لم يتعرض لخسارة بل نجد أن الفريق قدم عرضا قويا محليا عندما سحق التعدين بأربعة أهداف قبل مواجهة بطل زامبيا ولكنه تعثر فجأة ولم تفلح محاولات عبدالله السعيد وباقي نجوم الفريق في إحراز ولو هدف رغم التفوق الميداني والسيطرة علي مجريات اللعب.. وفي الوقت نفسه تعثر سموحة عندما خسر في أولي مبارياته بكأس الكونفدرالية بضربة جزاء في الدقائق الأخيرة.. ورغم ما حدث فإن الأهلي وسموحة يمتلكان كل المقومات التي تؤهلهما لاستعادة توازنهما في الادغال الافريقية خاصة وأن دوري المجموعات مازال في بداياته وامامهما خمس مباريات باقية في مشوار البطولة.. ومازالت الفرصة كبيرة وقائمة للتعويض والمنافسة علي احتلال أحد المركزين الاول أو الثاني في مجموعتهما.. فالأهلي يمتلك أغلب نجومه خبرات هائلة في البطولات الافريقية.. ولابد أن نتفق أن سموحة هذا الموسم يقدم عروضاً قوية وخطوط الفريق متوازنة من حيث امكانيات ومهارات لاعبيه وإذا كان الاهلي سينزل ضيفا علي القطن الكاميروني هذا الاسبوع في إطار مباريات الجولة الثانية فإنه لا بديل أمامه سوي اللعب من أجل الفوز ويستطيع سموحة الاستفادة من خوض هذه الجولة في ملعبه لحصد أول ثلاث نقاط.. أما الزمالك فإن فوزه في ضربة البداية يجعل جماهيره واثقة من رؤيته في المشهد النهائي للعرس الافريقي.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف