الأهرام
أشرف محمود
أما آن لإعلام الفتن اتقاء الله فى الوطن !
الى اين يريد اعلام الفتن الذى يسيطر على فضائنا أن يصل ببلدنا وشعبنا وثوابتنا؟ سؤال اجده ملحا فى البحث عن اجابة، وأندهش من الصمت الغريب للدولة بمؤسساتها وقوانينها التى تبدو عاجزة عن حسم هذا الملف واقتلاعه من جذوره، بعدما تأكد للجميع أن هناك فتنة حقيقية وليست تقديرية، يبثها ويدسها اناس يحظى بعضهم بدعم الدولة كما يقول البسطاء ، فقاموا بفتح برامجهم لمن يبثون الفتن ويؤسسون للانقسامات الفكرية والعقائدية والاجتماعية، وإلا فبماذا نفسر حرصهم على إتاحة الفرصة لنفر يدعون انهم أرباب العلم وحملة اختام التاريخ، وانهم وحدهم اتوا بما لم يأت به الأولون، لكن اللوم لايكون على هؤلاء وحدهم فهم موجودون منذ زمن بعيد، لكنهم لم يجرؤوا على ادعاءاتهم التى يحاولون أن ينسفوا بها كل الثوابت والموروثات التى تدعو للفخر ونستلهم منها العبر، الا من خلال تلك القنوات التى ابتلينا بها فى هذا الزمان، وكالعادة لم يحرك ملاك تلك القنوات اى ساكن لكبح جماع مذيعيها او القائمين عليها ، وحتى الآن ورغم مرور شهر على تشكيل الهيئة الوطنية للاعلام لم نسمع بيانا واحدا يحض على التزام المهنية والحفاظ على القيم المجتمعية والثوابت الوطنية واحترام العقائد الدينية، لم نسمع شيئا وكأن الامر لايعنى الهيئة ولا يدخل فى اطار اختصاصاتها، وهكذا نتفنن فى مصر برؤية كرة اللهب وهى تكبر حتى اذا ما وقعت الواقعة وانتشرت النيران ، أطلقنا العنان لحناجرنا لتصرخ، ولأكفنا لتلطم الخدود وتشق الجيوب، وبعد ان تهدأ النيران بفعل عوامل اخرى اهمها الزمن، تعود ريما لعادتها القديمة مكتفية بالمتابعة مع إبداء علامات الاستياء على الوجوه، او على الاكثر توجيه الانتقاد عبر وسائل التواصل الاجتماعي. أن الامر جد خطير وهو بحاجة ماسة الى ضبط الايقاع وفرض القانون لايقاف سيل المشكلات التى تخلفها العشوائية التى تدار بها الشاشات المصرية فلا يعقل والبلد فى مرحلة بناء واستعادة ما ضاع من امكانات ومكانة، وبينما البسطاء صابرون صامدون يمنون النفس بتجاوز الكبوة والعقبات الاقتصادية وغلاء الاسعار اذا بالقنوات تفتح الباب لنشر الفتن وتعكير السلم المجتمعي، وهى أقل مايمكن ان توصف به تلك الاعمال التى تقدم عليها الشاشات، والا فبماذا نسمى ما قامت به تلك القناة من اتاحة الفرصة لشخص باحث عن الشهرة على حساب الثوابت بالاستهزاء والسخرية من عالمين جليلين يدين لهما علم الحديث النبوى بما جمعاه من احاديث نبوية صمدت امام المدعين وأشاد بجهدهما العلماء عبر العقود والقرون حتى جاء هذا الشخص ليسفه عملهما، ورغم ادانته امام القضاء وسجنه وخروجه بعفو رئاسى ضمن من افرج عنهم بالعفو الا انه عاد لسيرته الاولى غير عابئ بالعواقب وكأنه أخذ حصانة وبلغ مكانة لاينبغى لأحد ان ينازعه فيها ، وبينما آثار غبار معركة الاول لاتزال عالقة فى الجو زادت تلك القناة وذات المذيع بفتح معركة جديدة ولكنها هذه المرة لتشويه رمز ينظر اليه على أنه اسطورى ، وكلما ضاقت الحال بالامة العربية كلها نستدعيه من الذاكرة ونتلمس شبيها له فى حياتنا الآن الا وهو القائد الفذ صلاح الدين الايوبى بطل حطين اذ فجأة خرج علينا من يقزمه ويصفه بأحط الالفاظ ، وكانه عاش فترته وراقب سلوكه الشخصى واكتوى بنار بطشه، وزاد بسرد وقائع لايمكن ان تكون حقيقية وانما من وحى خيال كتاب كارهين لصلاح الدين ووجد فيهم المتحدث ما يروق له ليقوم بترويجه ، فكل ماكتب عن البطل الاسطورى صلاح الدين ودرسناه عبر قرون فى المدارس والجامعات لايمكن ان يكون خيالا او تمجيدا فيمن لايستحق ، ولايعقل ان يكون هدف المشكك فى شخصية البطل الاسطورى ، هو الثأر من حقبة زمنية كان بطلها يشبه عند البسطاء بصلاح الدين وأعنى الزعيم جمال عبد الناصر ثم جاءت شاشة ثانية وفتحت الباب أمام فتنة العقيدة ليخرج من يكفر الطرف الآخر ليتحول بعدها الفضاء الإليكترونى الى منصة اتهامات متبادلة كل طرف يكفر الآخر هكذا تناسى الجميع قول الله عز وجل (لكم دينكم ولى دين) وتناسوا ما استقر فى وجدان المصريين عبر الزمان من أن الدين لله والوطن للجميع، ومن عجب اننا بعد ان انتهينا من الائتلافات السياسية فوجئنا بمجلس يدعى مجلس علماء الفقه يرد فى بيان على تلك الفتنة مافتح باب خلاف جانبي، الله وحده يعلم ماذا سينتج عنه، وجاءت شاشة ثالثة بملف تغيير العملة ما أثار فزع الناس وكثرت معه الشائعات ومن أسف ان رد فعل الحكومة دوما يأتى متأخرا ما يمنح الشائعة فرصة الانتشار الى حد التصديق ليبقى القول أما آن لهذه الابواق ان تتقى الله فى الوطن !!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف