المساء
السيد العزاوى
في استقبال الشهر الكريم الإكثار من الصيام وأعمال الخير
وأيام الشهر الكريم علي الأبواب.. والصالحون من أهل الإيمان يستعدون لاستقبال هذه الأيام المباركة بالإكثار من الصيام اقتداء بسيد الخلق محمد بن عبدالله صلي الله عليه وسلم فقد كان يكثر من الصيام في أيام شعبان لكي يقبل علي شهر رمضان وهو أكثر نشاطا فقد تعود علي هذه الفضيلة التي تكسب النفس البشرية القناعة وان الامتناع عن الطعام والشراب فقط هو الذي يكسب المرء هذه الفضيلة وغيرها من الفضائل وإنما يتمثل في الالتزام بكل القيم حفظا للجوارح وضبطا للنفس في الابتعاد عن الكسب الحرام وحفظ اللسان وعدم الخوض في الأعراض وتناول الآخرين بأي أذي أو سوء الأخلاق هي التي تكسب المؤمن أفضل الأساليب في التعامل مع الناس في شتي شئون الحياة وإذا تفوق الإنسان في هذه الصفة الكريمة فقد أكد ان الدين بفضائله قد امتلك زمام قلبه وسيطر علي النفس الأمارة بالسوء خاصة ان كل مسلم يدرك ان الاقتداء بسيد الخلق صلي الله عليه وسلم في الالتزام بطيب الخلق يكسبه محبة المتعاملين معه ويجعلهم يقبلون علي مجلسه لأن رب العالمين قد امتدح الرسول الكريم بهذه الصفة الكريمة فقال سبحانه "وإنك لعلي خلق عظيم" "القلم 4".
دائماً المسلم حقاً يقتدي بالرسول حيث ان الله سبحانه وتعالي قال: "لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا" "21 الأحزاب" تلك هي القدوة التي يجب أن يتأسي بها المسلم وكذلك سائر الخصال التي تكسبه محبة الناس وتجعله يمضي في حياته مطمئن القلب والخاطر وهما أهم شيء في مسيرة المسلم حقاً فيقبل علي الإكثار من فعل الخيرات في هذه الأيام من شهر شعبان لا يقصد بها أحداً إلا الحق تبارك وتعالي يضع نصب عينيه قول الحق تبارك وتعالي "وما لأحد عنده من نعمة تجزي إلا ابتغاء وجه ربه الأعلي ولسوف يرضي" وكذلك يكثر من الإحسان لليتامي والمحتاجين دون من أو أذي ولقد كان السلف الصالح من أصحاب الرسول صلي الله عليه وسلم يسلكون هذه العادات الطيبة فها هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه كان يبحث عن هؤلاء المحتاجين ويتصدق عليهم بإحسان وكلمات طيبة تعبر عن المشاعر الإنسانية الطيبة وقد أقبل بهمة ونشاط علي افتداء بلال بن رباح حين رآه يعذب حيث قدم لمالكه في تلك الأيام المال الذي يريده لكي يصبح هذا الإنسان حرا طليقا ولم يقصد بهذا العمل سوي وجه الله تعالي وهكذا الصالحون يكثرون من فعل الخيرات يريدون بها وجه الله تعالي و"يطعمون الطعام علي حبه مسكينا ويتيما وأسيرا. إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا. إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا" "8 - 10 الإنسان".
تاريخ هؤلاء الرجال زاخر بأعمال الخير ولا تزال نماذج لكل الأجيال وما أحلي المسلم حين يتمثل أفعال هذا الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله فقد ضرب المثل بتبرعه بماله لتجهيز جيش المسلمين وذلك حين أقدم علي التبرع بتجارته القادمة من أرض الشام إلي الجزيرة العربية رافضاً العروض المقدمة إليه من التجار لشراء هذه التجارة وحين أرادوا زيادته في ثمن الشراء مرة أو مرتين أو ثلاثة كان يرد عليهم قائلاً: لدي من يقدم لي زيادة أكثر مما تعرضون عشر مرات ورفض كل العروض وقدمها طواعية لله عز وجل مؤملا في جزاء الله الذي حدده لأهل الإحسان وعمل الخيرات "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزي إلا مثلها وهم لا يظلمون" انه يؤمل في ثواب الله سبحانه وتعالي وصار بهذا العمل الطيب نموذجا وقدوة لأهل الإيمان في كل زمان ومكان.
المسلم دائماً يتطلع إلي رضا رب العباد دون التفات لأفعال البشر حتي من أساء إليه يقدم له كل أنواع البر متطلعين إلي ثواب الله وجزائه وما أحلي المسلم حين يتأهل لاستقبال شهر رمضان بالإكثار من كل أنواع البر والعطاء قاصدا وجه ربه الكريم والأمة الإسلامية في هذه الأيام في حاجة إلي أعمال أهل الخير وتقديم الصدقات لكل محتاج بعيداً عن أي أغراض قاصدين مشاركة هؤلاء الفقراء والمحتاجين في تلبية احتياجاتهم بعيداً عن الغرض أو الشهرة لا يريدون سوي وجه الله سبحانه. نسأل الله أن يلهمنا جميعا هذه الصفات وتلك القيم التي أمر بها الحق تبارك وتعالي والله يهدي من يشاء إلي صراط مستقيم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف