الأهرام
على بركة
السياحة والرياضة
تونس : هذه الظاهرة الفريدة فى تاريخ الجمال العربى والعالمى أيضا .. فلم تكن يوما روعة وجمال الشعب مع الجغرافيا والأماكن السياحية الخلابة قضية مطروحة إنما هى قضية مسلم بها , ولذا كانت السياحة دائما هى العمود الفقرى للاقتصاد الذى كان طبيعيا أن يتأثر فى أعقاب الثورة والإرهاب والشائعات المغرضة عن ضياع الأمن بالبلاد .. وساعد على ذلك ظهور مجموعة من الشباب غير المسئول يثيرون المشاكل والقلاقل دون إدراك للعواقب.

ومن حق رياضة الدراجات فى العالم العربى كله أن تفخر بما فعله الأسبوع الماضى السيد نوفل المرشاوى رئيس الجامعة التونسية للدراجات وزملاؤه فى مجلس الادارة حين أخذوا زمام المبادرة وأقاموا طواف تونس الدولى فى خمس مراحل بخمس مدن سياحية على مدار خمسة أيام على امتداد أكثر من ثمانمائة كيلو متر مربع .. وكانت عدسات تليفزيونات الدنيا تتابع هذا الحدث الذى قدم للسياحة التونسية ما لا يمكن تقديمه من دعاية بملايين » الدينارات« , وقد ظهرت البلاد بصورة آمنة تماما بجهود مخلصة جبارة من الأمن الوطنى والحرس الوطنى والحماية المدنية.

لم يكن ابدا مجرد طواف للدراجات فى تونس إنما كانت تظاهرة وطنية تضافرت فيها كل الجهود وهى تعزف لحنا واحدا تشارك فيه كل الأصوات الجميلة. ولو عرف مسئولو تونس الذين وافقوا على دعم هذا الطواف وإقامته كم ربحت بلادهم سياسيا وسياحيا ورياضيا واقتصاديا ـ بأقل الإمكانات المتاحة ـ من وراء خروج هذا الطواف الدولى (الذى قاده باقتدار الهاشمى البواب) لوافقوا على إقامة طوافات أخرى مماثلة كل يوم وليس كل عام.

ويحسب لكريم شيبل الأمين المالى للجامعة التونسية إصراره مع نوفل المرشاوى على عدم وجود أى شخص »مجاملة« , حرصا على المال العام .. كما أن الطواف كان بمثابة بداية جديدة للاتحاد العربى للعبة الذى يقوده الشيخ فيصل القاسمى والذى كان قد أعطى شارة الانطلاق مع ممثل الاتحاد الدولي.

وستظل تونس قوية طالما فى أبنائها هؤلاء المخلصون المحبون لوطنهم فى صمت .

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف