الوفد
على البحراوى
المحطة الأخيرة!!
وصل قطار عمر صديقى وجارى ورفيق العمل الإعلامى والكروى وأخى الأكبر مصطفى الكيلانى إلى محطته الأخيرة، واختفى فجأة صوته المميز، وغابت عبارته الشهيرة «ياخبر ابيييييض».. مع كل هدف رائع أو فرصة خطيرة فى مباريات كرة القدم التى كان أحد اهم المعلقين عليها.. وافته المنية فجأة وترك فراغاً كبيراً فى حياتنا من الصعب تعويضه.
البداية كانت فى مسقط رأسنا «ألماظة»، حيث بدأ لاعباً فى نادى ألماظة قبل أن يخطفه الأهلى الذى تمسك بضمه بعد تألقه، ولعب مع مجموعة كبيرة من النجوم العمالقة عدة سنوات، قبل أن ينتقل إلى «قلعة الشواكيش» نادى الترسانة، الذى عاش فيه بقية عمره لاعباً وعضواً بمجلس الإدارة، ثم رئيسا للنادى، وكانت أهم أمنياته أن يرى فريق الترسانة مرة أخرى فى الدورى الممتاز، وللأسف لم تتحقق هذه الأمنية.
وفى الوقت نفسه تألق فى العمل الإعلامى وأصبح واحدًا من أهم المعلقين فى الإذاعة والتليفزيون، وله صولات وجولات فى شبكة الشباب والرياضة، وقناة النيل للرياضة، كما وصل إلى منصب رئيس شبكة الإذاعات الموجهة، وكان آخر طموحاته أن يسهم فى الدفع بجيل جديد من المعلقين من خلال أكاديمية للتعليق يرعاها «حزب الوفد» الذى فتح ذراعيه لهذه الفكرة بعد أن لاحظنا حماسه ورغبته الجادة فى تحقيق هذا الأمل، وبالفعل تقدم بتصور كامل لهذه الأكاديمية، وكنا على موعد لمناقشته ووضع النقاط فوق الحروف لتخريج جيل جديد من المعلقين يتعلم من خبرة الكبار، ومن بينهم الكيلانى، ولكنه لقاء لم يتم بعد أن أخرجه الموت من الصورة، وبدلًا من أن نلتقى معًا وقفت مع أحبائه وأفراد عائلته نتلقى عزاءه، ولم تر الأكاديمية النور على يديه للأسف الشديد.
وبعيدًا عن المستطيل الأخضر وميكروفون الإذاعة أو شاشة التليفزيون، حيث قضى عمره كله معهم. فقد كنت قريباً من مصطفى الكيلانى بحكم الجيرة والعمل الاعلامى المشترك وكرة القدم التى شغلتنا، وأخذت من وقتنا الكثير، وكان فى قمة السعادة عندما سافرت لتغطية مونديال إيطاليا 1990، وكنت أول المشيدين به بعد عودته من مونديال فرنسا 1998.
عرفت الكيلانى الإنسان المهذب المحترم البشوش الذى لا يعرف إلا السلوك القويم والعلاقات الطيبة والتواضع، والحريص على أن يعين كل من حوله، ولا يتأخر أبدا عن فعل الخير، والأب الذى ربى ابنته وابنه على أفضل ما يكون، وكان لهما نعم الأب والأخ والصديق، وكان فخورا بهما وسعيدا بنجاحهما.
رحم الله مصطفى الكيلانى الذى حضر عزاءه مجموعة كبيرة من نجوم الكرة والرياضة، بكوا بمرارة على فراقه، واتفقوا جميعا على أنه مثال للاحترام والرجولة، وأكد نجوم ومسئولو نادى الترسانة أنهم يد واحدة فى هذه المواقف الصعبة، وأنهم مع أى نجم أخلص للفانلة الزرقاء وقلعة الشواكيش العريقة التى لعب لها الكيلانى، ولم يخرج منها، حتى قبل وفاته بساعات كان حريصاً على الحضور محاولًا المساهمة فى إعادة قطار الشواكيش إلى مساره الطبيعى بين الكبار فى الدورى الممتاز.. رحم الله مصطفى الكيلانى وأسكنه فسيح جناته، وصبرنا وأسرته وأصدقاءه على فراقه.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف