الجمهورية
طارق الأدور
أبوتريكة "الفنان" المدان
وجود أي شخص تحت أضواء النجومية والشهرة لا يعني أن يكون فوق القانون لأن دولة القانون هي فقط التي تضمن عدالة اجتماعية واستقرار في أي مجتمع. وأقول ذلك بمناسبة تورط العديد من الشخصيات العامة في قضايا مختلفة في الفترة الأخيرة ظناً أن ما سطروه من أمجاد سيعفيهم من الوقوع تحت طائلة القانون.
وأقول ذلك مرة أخري بمناسبة ما كتبته من قبل عن نجم الكرة المصرية السابق محمد أبوتريكة والذي طالما أسعد الملايين بأدائه الراقي كنجم كرة قدم لسنوات طويلة وأسعدهم أيضاً بأخلاقه النبيلة التي كانت سمة من السمات الأساسية التي زادت من شعبيته ليس في مصر فقط ولكن أيضاً خارجها.
ولكن شعبية أبوتريكة وتألقه في الملاعب لا يعني مطلقاً ألا يكون تحت طائلة القانون إذا فعل أي شيء يعاقب عليه القانون وهو الأمر الذي يجب أن نرسخه تماماً في أذهان المجتمع المصري بأن أحداً لن يكون فوق القانون. وهو الأمر الذي ننشده باستمرار لأن المجتمع الذي يكون فيه القانون أكبر وأعلي من أي شخص يكون دائماً مجتمعاً مستقراً ومتوازناً ورادعاً لأي شخص يسلك سلوكاً غير قانونياً.
وربما لم أشأ في دفاعي عن أبوتريكة الذي رافقته كناقد رياضي ومعلق لسنوات طويلة أن أجعل منه نموذجاً لشخصية رياضية فوق القانون وإنما أردت أن أوضح أن هذا النجم الذي سطر بفنه الكروي وخلقه النبيل سطور في صفحات الكرة المصرية لن يكون تاريخه الرياضي إلا ركناً من أركان اللعبة مهما طالت الاتهامات التي نحترمها جميعاً ونضعها فوق كل شيء وأقصد بذلك ألا يكون أبوتريكة صراعاً معتاداً بين مشجعي الأهلي والزمالك.
أذكر أنني واجهت ذات يوم إعلامية كبيرة كانت تحتل مركزاً مرموقاً منذ بضع سنوات في الإذاعة المصرية وأبلغت تلك الإعلامية كل المسئولين عن خريطة الأغاني بعدم وضع المطربة الشهيرة "فايزة أحمد" علي خريطة الأغاني مطلقاً طالما بقيت في منصبها كمسئولة. وعندما سألت عن السبب وراء ذلك القرار غير المعلن أوضحت أن السبب هو السلوك غير الطيب للمطربة الشهيرة خارج مجال الفن.
هذا القرار حرم عشاق فن فايزة أحمد من أغانيها التي كانت علامة من علامات الغناء الشرقي لفترة طويلة. إلا أن المسئولين الحاليين الذين يعلمون تماماً الفارق بين ما تقدمه شخصية معروفة في عالمها الفني وبين السلوك الشخصي جعل أغاني "القيثارة" وهو اسم شهرتها تعود مرة أخري إلي أسماع عشاقها بعيداً عن أي شيء آخر.
لذا كنت أخاطب الملايين الذين عشقوا فن أبوتريكة بأن أحداً لن يزيل هذا التاريخ الناصع ولكنني في المقابل أنصحه بأن يمثل أمام القضاء ليترك للعدالة كلمتها فيما هو منسوب إليه من اتهامات تمس أمن وأمان الشعب المصري.. فإما أن يظل أبوتريكة في مكانته بين أبناء كل الوطن العربي. أو أن يكون مداناً حقاً فيبقي تاريخه الناصع لكن عليه أن ينفذ هو كمواطن أحكام القضاء.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف